عن عائشة رضي الله عنها ، قالت: لما نُزِلَ برسول الله صلى الله عليه وسلم ، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً له على وجهه، فإذا اغْتَمَّ بها كشفها فقال -وهو كذلك-: "لَعْنَةُ الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد -يُحَذِّرُ ما صنعوا". ولولا ذلك أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غير أنه خَشِيَ أن يُتَّخَذَ مسجدا.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

تخبرنا عائشة رضي الله عنها أنه حينما حضرت النبي صلى الله عليه وسلم الوفاة قال وهو في سكرات الموت: "لعن الله اليهود والنصارى"؛ وذلك لأنهم بنوا على قبور أنبيائهم مساجد. ثم استنتجت عائشة رضي الله عنها أنه يريد بذلك تحذير أمته من أن تقع فيما وقعت فيه اليهود والنصارى فتبني على قبره مسجدا، ثم بينت أن الذي منع الصحابة من دفنه خارج غرفته هو خوفهم من أن يتخذ قبره مسجدًا.

الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية البنغالية الصينية الفارسية تجالوج الهندية الفيتنامية السنهالية الأيغورية الكردية الهوسا البرتغالية المليالم التلغو السواحيلية التاميلية البورمية التايلندية الألمانية اليابانية بشتو الأسامية الألبانية السويدية الأمهرية
عرض الترجمات

معاني الكلمات

لما نزل:
بضم النون وكسر الزاي أي: نزل به ملك الموت.
طفق:
بكسر الفاء وفتحها أي: جعل.
خميصة:
كساءٌ له أعلام أي: خطوط.
اغتم بها:
غمّته فاحتبس نفسُه عن الخروج.
كشفها:
أزالها عن وجهه الشريف.
فقال وهو كذلك:
أي: في هذه الحالة الحرجة يقاسي شدة النزع.
يحذّر ما صنعوا:
أي: لعنهم تحذيرا لأمته أن تصنع ما صنعوا.
ولولا ذلك:
لولا تحذير النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مما صنعوا ولعنُه من فعَله.
لأُبرز قبرُه:
لدُفن خارج بيته.
خَشي:
يُروى بفتح الخاء بالبناء للفاعل فيكون المعنى: أنّ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو الذي أمرهم بعدم إبراز قبره. ويُروى بضم الخاء بالبناء للمفعول فيكون المعنى: أن الصحابة هم الذين خشوا ذلك فلم يُبرزوا قبره.

من فوائد الحديث

  1. المنع من اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد يُصلى فيها لله، لأن ذلك وسيلة إلى الشرك.
  2. شدة اهتمام الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واعتنائه بالتوحيد وخوفِه أن يعظّم قبره، لأن ذلك يفضي إلى الشرك.
  3. جواز لعن اليهود والنصارى ومن فعل مثل فعلهم من البناء على القبور واتخاذها مساجد.
  4. بيان الحكمة من دفن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بيته، وأن ذلك لمنع الافتتان به.
  5. أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشرٌ يَجري عليه ما يجري على البشر من الموت وشدة النزع.
  6. حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته.
  7. جواز لعن الكفار على سبيل العموم.
  8. تحريم البناء على القبور عمومًا.
  9. الرد على الذين يجيزون البناء على قبور العلماء تمييزا لهم عن غيرهم.
  10. أن البناء على القبور من سنن اليهود والنصارى.
  11. بيان فقه عائشة -رضي الله عنها-.
المراجع
  1. صحيح البخاري, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار طوق النجاة, الطبعة: الأولى، 1422هـ .
  2. صحيح مسلم, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت.
  3. الملخص في شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان, دار العاصمة, الطبعة الأولى 1422هـ.
  4. الجديد في شرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي, ت: محمد بن أحمد سيد , مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424هـ.