عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشِئْتَ، فقال: «أجعلتني لله نِدًّا؟ ما شاء الله وَحْدَه».
[إسناده حسن] - [رواه أحمد]

الشرح

يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما : أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أمر له فقال: ما شاء الله وشئت يا رسول الله، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول، وأخبره أن عَطْف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بالواو شرك، لا يجوز للمسلم أن يتلفظ به، ثم أرشده إلى القول الحق، وذلك بأن يُفْرِد الله في مشيئته، ولا يَعْطِف عليه مشيئة أحد بأي نوع من أنواع العَطْف.

الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية البنغالية الصينية الفارسية تجالوج الهندية الفيتنامية السنهالية الأيغورية الكردية الهوسا البرتغالية المليالم السواحيلية بشتو الأسامية السويدية الأمهرية
عرض الترجمات

معاني الكلمات

شاء الله وشئت:
المشيئة: هي الإرادة.
أجعلتني:
أي: أَصَيَّرْتني؟ والاستفهام هنا للإنكار.
ندًّا:
أي: نظيرًا ومُسَاوِيًا.

من فوائد الحديث

  1. إثبات صفة المشيئة لله -تعالى-.
  2. النهي عن قول: ما شاء الله وشئت، وما أشبهه مما فيه عَطْف مشيئة العبد على مشيئة الله بالواو؛ لأنه شرك أصغر.
  3. أن من سوَّى العبد بالله ولو في الشرك الأصغر؛ فقد اتخذه نِدًّا لله.
  4. وجوب إنكار المنكر.
  5. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد حَمَى حِمَى التوحيد، وسدَّ طرق الشرك.
  6. أن الجاهل يُعْذَر بجهله.
  7. أن تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظ يقتضي مساواته للخالق شرك، فإن كان يعتقد المساواة فهو شرك أكبر، وإن كان يعتقد أنه دون ذلك فهو أصغر.
  8. أن من حسن الدعوة إلى الله -عز وجل-: أن تذكر ما يُبَاح إذا ذكرت ما يَحْرُم، لأنه -صلى الله عليه وسلم- لـمَّا مَنَعَه من قوله: «ما شاء الله وشئت» أرشده إلى الجائز، وهو قوله: «بل ما شاء الله وحده».
  9. الجمع بين قوله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: «ما شاء الله وَحْدَه»، وقوله في الحديث الآخر: «قل: ما شاء الله ثم شئت» أن قول الشخص: «ما شاء الله ثم شئت» جائز، لكن قوله: «ما شاء الله وحده» أفضل.
المراجع
  1. الجديد في شرح كتاب التوحيد، محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي، تحقيق: محمد بن أحمد سيد، مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة 1424هـ، 2003م.
  2. الملخص في شرح كتاب التوحيد، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ، 2001م.
  3. القول المفيد على كتاب التوحيد، محمد بن صالح العثيمين، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية 1424هـ.
  4. مسند الإمام أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط و عادل مرشد، وآخرون، تحت إشراف: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى1421هـ، 2001م.
  5. سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى لمكتبة المعارف، 1422هـ.