عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ شهِد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شرِيك له وأنَّ محمَّدا عبده ورسُولُه، وأنَّ عِيسى عبدُ الله ورسُولُه وكَلِمَتُه أَلقَاها إِلى مريم ورُوُحٌ مِنه، والجنَّة حَقٌّ والنَّار حقٌّ، أَدْخَلَه الله الجنَّة على ما كان مِنَ العمَل".
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

يخبرنا هذا الحديث أن من نطق بكلمة التوحيد وعرف معناها وعمل بمقتضاها، وشهد بعبودية محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، واعترف بعبودية عيسى ورسالته، وأنه خلق بكلمة كن من مريم، وبرأ أمه مما نسبه إليها اليهود الأعداء، واعتقد بثبوت الجنة للمؤمنين وثبوت النار للكافرين، ومات على ذلك دخل الجنة على ما كان من العمل.

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية الأيغورية البنغالية الفرنسية التركية الروسية البوسنية السنهالية الهندية الصينية الفارسية الفيتنامية تجالوج الكردية الهوسا البرتغالية المليالم التلغو السواحيلية التاميلية البورمية التايلندية الألمانية اليابانية بشتو الأسامية الألبانية السويدية الأمهرية الهولندية الغوجاراتية القيرقيزية النيبالية اليوروبا الليتوانية الدرية الصربية الصومالية الكينياروندا الرومانية التشيكية المالاجاشية الأورومو الكانادا الأوكرانية
عرض الترجمات

معاني الكلمات

شهد أن لا إله إلا الله:
تكلّم بهذه الكلمة عارفاً لمعناها عاملاً بمقتضاها ظاهراً وباطناً.
لا إله إلا الله:
لا معبود بحق إلا الله.
وحده:
حالٌ مؤكّد للإثبات.
لا شريك له:
تأكيد للنفي.
وأن محمداً:
أي وشهد أن محمداً.
عبده:
مملوكه وعابده.
ورسوله:
مرسله بشريعته.
وأن عيسى:
أي وشهد أن عيسى ابن مريم.
عبد الله ورسوله:
خلافاً لما يعتقده النصارى أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة.
كلمته:
أي أنه خلَقه بكلمةٍ وهي قولُه: (كن).
ألقاها إلى مريم:
أرسل بها جبريل إليها فنفخ فيها من روحه المخلوقة بإذن الله -عز وجل-.
وروحٌ:
أي أن عيسى عليه السلام روحٌ من الأرواح التي خلقها الله تعالى.
منه:
أي منه خلقاً وإيجاداً كقوله -تعالى-: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ}، [الجاثية: 13].
والجنة حق والنار حق:
أي شهد أن الجنة والنار اللتين أخبر الله عنهما في كتابه ثابتتان لا شك فيهما.
أدخله الله الجنة:
جواب الشرط السابق من قوله: من شهد... الخ.
على ما كان من العمل:
يحتمل معنيين: الأول: أدخله الله الجنة وإن كان مقصِّراً وله ذنوب؛ لأن الموحِّد لا بد له من دخول الجنة. الثاني: أدخله الله الجنة وتكون منزلته فيها على حسب عمله.

من فوائد الحديث

  1. أن الشهادتين هما أصل الدين.
  2. فضل التوحيد وأن الله يكفر به الذنوب.
  3. سعة فضل الله وإحسانه -سبحانه وتعالى-.
  4. أن عقيدة التوحيد تخالف جميع الملل الكفرية من اليهود والنصارى والوثنيين والدهريين.
  5. لا تصح الشهادتان إلا ممن عرف معناهما وعمل بمقتضاهما.
  6. جمع الله لمحمد -صلى الله عليه وسلم- بين العبودية والرسالة ردا على المفرطين والمفرطين.
  7. وجوب تجنب الإفراط والتفريط في حق الأنبياء والصالحين، فلا نجحد فضلهم ولا نغلو فيهم فنصرف لهم شيئاً من العبادة، كما يفعل بعض الجهال والضلال.
  8. إثبات عبودية عيسى ورسالته، وهذا رد على النصارى الذين زعموا أنه ابن الله.
  9. أن عيسى خلق من مريم بكلمة كن من غير أب، وهذا رد على اليهود الذين قذفوا مريم بالزنا.
  10. أن عصاة الموحدين لا يخلَّدون في النار.
  11. إثبات صفة الكلام لله -تعالى-.
  12. إثبات البعث.
  13. إثبات الجنة والنار.
المراجع
  1. - الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى، 1422ه - 2001م.
  2. - الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
  3. - صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
  4. - صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
تستعرض الآن النسخة السابقة من صفحة هذا الحديث، وننصحك بالإطلاع على النسخة الأحدث