عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبيِّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قَالَ: «إن الدنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإن الله مُسْتَخْلِفُكُمْ فيها فينظرَ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء».
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا بالفاكهة الحلوة الخضرة، للرغبة فيها والميل إليها، وأخبر أن الله جعلنا خلفاء يخلف بعضنا بعضا فيها؛ فإنها لم تصل إلى قوم إلا بعد آخرين، فينظر الله -تبارك وتعالى- كيف نعمل فيها هل نقوم بطاعته أم لا. ثم أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نحذر فتنة الدنيا وأن لا نغتر بها ونترك أوامر الله تعالى واجتناب مناهيه فيها. ولما كان للنساء النصيب الأوفر في هذا الافتتان، نبَّه صلى الله عليه وسلم إلى خطورة الافتتان بهن وإن كان داخلا في فتن الدنيا؛ وأخبر أن أول فتنة بني إسرائيل كانت بسبب النساء، وبسببهن هلك كثير من الفضلاء.

الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية البنغالية الصينية الفارسية تجالوج الهندية الفيتنامية السنهالية الأيغورية الكردية الهوسا البرتغالية المليالم السواحيلية التاميلية التايلندية بشتو الأسامية السويدية الأمهرية
عرض الترجمات

معاني الكلمات

خَضِرَة:
غضة ناعمة طرية. فالدنيا تُشبِه في الميل إليها الفاكهة الحلوة الطرية في مذاقها، الخضرة في لونها.
مُسْتَخلِفُكُم:
جعلكم خلفا يخلف بعضكم بعضا.
فَاتَّقُوا الدُّنيَا:
احذروا الاغترار بها.
واتَّقُوا النِّسَاء:
احذروا الافتتان بهن.
الفتنة:
الضلال والمحنة، والإعجاب بالشيء.
فِي النِّساء:
أي بسببهن.

من فوائد الحديث

  1. ينبغي الزهد في الدنيا وعدم الجري وراء حطامها، ذلك لأنها تعرض نفسها بحلاوتها وزينتها، فمن تعلق بها أهلكته، ومع ذلك فالعبد مأمور بأن لا ينسى نصيبه منها.
  2. جعل الله بني آدم خلائف يخلف بعضهم بعضا في الحياة الدنيا؛ لينظر كيف يعملون؛ لأنها دار ابتلاء لا دار قرار، فيحسن التزود بالأعمال الصالحة في هذه الدار؛ لِيَجَد العبد ثمارها في دار القرار.
  3. الحذر من الافتتان بالنساء، ويتحقق ذلك بترك الأسباب التي تثير كامن الشهوة، من نظر إلى مواضع الفتنة منهن، أو التساهل باختلاطهن بالرجال الأجانب، أو غير ذلك.
  4. الاتعاظ وأخذ العبرة من الأمم السالفة، فالذي حصل لبني إسرائيل قد يحصل لغيرها من الأمم إذا تعاطت نفس الأسباب.
المراجع
  1. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415هـ.
  2. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لمحمد علي بن محمد بن علان، ط4، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، 1425هـ.
  3. رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428هـ.
  4. صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  5. كنوز رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين برئاسة حمد بن ناصر العمار، ط1، كنوز إشبيليا، الرياض، 1430هـ.
  6. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.