عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بَمنكِبي فقال: كُنْ في الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أو عَابِرُ سَبِيلٍ». وكان ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- يقول: إذا أمسيتَ فلا تَنْتَظِرْ الصباحَ، وإذا أصبحتَ فلا تَنْتَظِرْ المساءَ، وخُذْ من صِحَّتِكَ لمرضِكَ، ومن حَياتِكَ لموتِكَ.
[صحيح] - [رواه البخاري]

الشرح

الحديث يدور على التخفف من الدنيا، وترك الانشغال بها عن الآخرة، وتقصير الأمل مما فيها، والحث على طلب الصالحات، والتحذير من تسويف التوبة، واغتنام وقت الصحة قبل نزول المرض، ووقت الفراغ قبل حدوث المشغل.

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية البنغالية الفرنسية التركية الروسية البوسنية السنهالية الهندية الصينية الفيتنامية تجالوج الكردية الهوسا البرتغالية المليالم التايلندية بشتو الأسامية الأمهرية الهولندية الغوجاراتية الرومانية الأورومو
عرض الترجمات

معاني الكلمات

بمَنكِبي:
مجمع العضد والكتف، ويروى بالإفراد والتثنية.
كأنك غريب:
لا يجد من يستأنس به، ولا مقصد له إلا الخروج عن غربته إلى وطنه من غير أن ينافس أحدًا.
أو:
بمعنى بل.
عابر سبيل:
المار في الطريق، الطالب وطنه.
فلا تنتظر الصباح:
لأنك لا تعلم هل يأتي أو لا، والمراد قصر الأمل.
فلا تنتظر المساء:
دعوة لقصر الأمل.
وخذ من صحتك لمرضك:
اغتنم العمل حال الصحة فإنه ربما عرض مرض مانع منه.
ومن حياتك لموتك:
اعمل في حياتك ما تلقى نفعه بعد موتك، فإنه ليس بعد الموت إلا انقطاع العمل.

من فوائد الحديث

  1. وضع المعلم كفه على كتف المتعلم عند التعليم للتأنيس والتنبيه.
  2. الابتداء بالنصيحة والإرشاد لمن لم يطلب ذلك.
  3. مخاطبة الواحد وإرادة الجمع، فإن هذا لا يخص ابن عمر، بل يعم جميع الأمة.
  4. حسن تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- بضرب الأمثال المقنعة، لأنه لو قال: ازهد في الدنيا ولاتركن إليها وما أشبه ذلك لم يفد هذا مثل ما أفاد قوله: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَريْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ".
  5. من طرق البيان: التشبيه.
  6. الحض على ترك الدنيا والزهد فيها، وألا يأخذ منها الإنسان إلا مقدار الضرورة المعينة على الآخرة.
  7. التحذير من الرذائل، إذ الغريب لقلة معرفته بالناس قليل الحسد والعداوة، والحقد والنفاق، والنزاع، وجميع الرذائل التي تنشأ بالاختلاط بالخلائق ولقلة إقامته قليل الدار والبستان والمزرعة، وسائر الأشياء التي تشغل عن الخالق.
  8. تقصير الأمل، والاستعداد للموت.
  9. المسارعة إلى الأعمال الصالحة قبل أن لا يقدر عليها، ويحول مرض أو موت، أو بعض علامات الساعة التي لا يقبل معها عمل.
  10. فضيلة عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- حيث تأثّر بهذه الموعظة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  11. المؤمن حقاً دائم التشمير في سيره إلى الله، فهو دائم العبودية لله -تعالى-.
  12. الصحة والحياة نعمتان يغتنمهما العقلاء الموفقون، قال -صلى الله عليه وسلم-: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ".
المراجع
  1. التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
  2. شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
  3. فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام - المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ -2003م.
  4. الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
  5. الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط، دار اليسر.
  6. صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
تستعرض الآن النسخة السابقة من صفحة هذا الحديث، وننصحك بالإطلاع على النسخة الأحدث