عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَبْدَؤوا اليهود والنصارى بالسَّلام، وإذا لَقِيتُمُوهُمْ في طريق، فاضْطَّرُّوهُمْ إلى أَضْيَقِهِ».
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بدء أهل الكتاب بالسلام؛ وذلك لأن تسليمنا عليهم فيه نوع من الإكرام لهم؛ -والكافر ليس أهلاً للإكرام، ولا بأس أن يقول للكافر ابتداءً كيف حالك، كيف أصبحت، كيف أمسيت؟ ونحو ذلك إذا دعت الحاجة إلى ذلك؛ لأن النهي عن السلام، وكذلك أمرنا أن لا نوسع لهم الطريق، فإذا قابل المسلم الكتابي في الطريق، فإن المسلم يُلجئه إلى أضيق الطريق، ويكون وسط الطريق وسعته للمسلم، وهذا عند ضيق الطريق، وحيث لا يتسبب في إلحاق الضرر بالكتابي، وجملة القول في ذلك: أن ما كان من باب البر والمعروف ومقابلة الإحسان بالإحسان قمنا به نحوهم لتأليف قلوبهم، ولتكن يد المسلمين هي العليا، وما كان من باب إشعار النفس بالعزة والكرامة ورفعة الشأن فلا نعاملهم به؛ كبدئهم بالسلام تحية لهم، وتمكينهم من صدر الطريق تكريمًا لهم.

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية الفرنسية التركية الروسية البوسنية السنهالية الهندية الصينية الفارسية الفيتنامية الكردية الهوسا البرتغالية المليالم السواحيلية التايلندية بشتو الأسامية الأمهرية الهولندية الغوجاراتية الرومانية الأورومو
عرض الترجمات

معاني الكلمات

فاضطروهم إلى أضيقه:
أي: ألجئوهم أن يسيروا على حافة الطريق، وهذا عند الزحام.

من فوائد الحديث

  1. لا يجوز للمسلم أن يبتدئ أحدًا من اليهود والنصارى بالسلام.
  2. يُفهم من النهي عن ابتدائهم أنه لا يُنهى عن رد السلام عليهم، وهذا ما صرحت به أحاديث أخرى، ففي الصحيحين عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم".
  3. إذا قابل الكتابيُّ المسلمَ في الطريق فإن المسلم يُلجئه إلى أضيق الطريق، ويكون سعة الطريق للمسلم، وهذا عند الزحام، فإن خلت الطريق عن الزحمة فلا حرج، ويكون التضييق بحيث لا يوقع بهم ضررا.
  4. إظهار عزة المسلمين وصغار غيرهم، دون ظلم أو بذاءة في القول.
  5. التضييق على الكفار بسبب ما هم عليه من كفر بالله -تعالى-، قد يكون ذلك سببًا في إسلامهم؛ فينجوا من النار، إذا حملهم ذلك على معرفة السبب، وهذا عندما يكون المسلمون ملتزمون بكل أحكام دينهم، ومنها ما جاء في هذا الحديث.
المراجع
  1. -صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  2. -بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
  3. -توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام لعبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، ط5، مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة، 1423 هـ.
  4. -رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428 هـ.
  5. -منحة العلام في شرح بلوغ المرام لعبد الله بن صالح الفوزان، ط1، دار ابن الجوزي، 1432 هـ.
  6. -نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
تستعرض الآن النسخة السابقة من صفحة هذا الحديث، وننصحك بالإطلاع على النسخة الأحدث