عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَبْدَؤوا اليهود والنصارى بالسَّلام، وإذا لَقِيتُمُوهُمْ في طريق، فاضْطَّرُّوهُمْ إلى أَضْيَقِهِ».
[صحيح]
-
[رواه مسلم]
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بدء أهل الكتاب بالسلام؛ وذلك لأن تسليمنا عليهم فيه نوع من الإكرام لهم؛ -والكافر ليس أهلاً للإكرام، ولا بأس أن يقول للكافر ابتداءً كيف حالك، كيف أصبحت، كيف أمسيت؟ ونحو ذلك إذا دعت الحاجة إلى ذلك؛ لأن النهي عن السلام، وكذلك أمرنا أن لا نوسع لهم الطريق، فإذا قابل المسلم الكتابي في الطريق، فإن المسلم يُلجئه إلى أضيق الطريق، ويكون وسط الطريق وسعته للمسلم، وهذا عند ضيق الطريق، وحيث لا يتسبب في إلحاق الضرر بالكتابي، وجملة القول في ذلك: أن ما كان من باب البر والمعروف ومقابلة الإحسان بالإحسان قمنا به نحوهم لتأليف قلوبهم، ولتكن يد المسلمين هي العليا، وما كان من باب إشعار النفس بالعزة والكرامة ورفعة الشأن فلا نعاملهم به؛ كبدئهم بالسلام تحية لهم، وتمكينهم من صدر الطريق تكريمًا لهم.