أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ».
[صحيح]
-
[رواه مسلم]
اشتكى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم بأن له قرابة ورحم يتعامل معهم بالحسنى وهم يعاملونه بضد ذلك؛ فيصلهم ويأتيهم وهم يقطعونه، ويحسن إليهم بالبر والوفاء ويسيئون إليه بالجور والجفاء، ويحلم ويعفو عنهم ويجهلون عليه بالقبيح من القول والفعل. فهل يستمر بالصلة لهم مع ما ذكر؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن كان كما ذكرت فإنك تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم، وكأنك تطعمهم الرماد الحار؛ لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم عند أنفسهم. ولا يزال معك من عند الله معين لك عليهم، ودافع عنك أذاهم ما دمت على ما ذكرت من إحسانك إليهم، وظلوا هم على إساءتهم إليك.
المل: الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم.وفاء