عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من نبي بعثه الله في أُمَّةٍ قبلي إلا كان له من أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وأَصْحَابٌ يأخذون بسُنته ويَقْتَدُونَ بأَمره، ثم إنها تَخْلُفُ من بعدهم خُلُوفٌ يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يُؤْمَرُونَ، فمن جَاهَدَهُمْ بيده فهو مؤمن، ومن جَاهَدَهُمْ بقلبه فهو مؤمن، ومن جَاهَدَهُمْ بلسانه فهو مؤمن، وليس وَرَاءَ ذلك من الإيمان حَبّةُ خَرْدَلٍ».
[صحيح]
-
[رواه مسلم]
ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان له من أمته خلصاء وأصفياء يصلحون للخلافة بعده، وأصحاب يأخذون بطريقه وشريعته، ويتأسون بأمره، ثم إنها تحدث من بعدهم خُلُوف يتشبعون بما لم يعطوا أي يظهرون أنهم بصفة من الصفات الحميدة وليسوا كذلك، ويفعلون خلاف المأمور به من المنكرات التي لم يأت بها الشرع، فمن جاهدهم بيده؛ إذا توقف إزالة المنكر عليه ولم يترتب عليه مفسدة أقوى منه فهو كامل الإيمان، ومن جاهدهم بلسانه بأن أنكر به واستعان بمن يدفعه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه، واستعان على إزالته بالله سبحانه فهو مؤمن، وليس وراء كراهة المنكر بالقلب من الإيمان شيء.