عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر».
[صحيح]
-
[رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد]
يُخبِر رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أنّ العهدَ، أي: الأمان والميثاق الذي بيننا أهل الإسلام وبين غير أهل الإسلام، أو بين المسلمين والمنافقين، بحيث يكون سببًا لأَمْن الشَّخص إذا تمسَّك به، ومُوجِبًا لحَقْن دَمِه إنّما هو الصَّلاة، أي: أداؤها وإقامتها، فمَن تركها كفر، لأن الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، والتارك لها عمدا معرض لعقوبة الله تعالى وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة. وترك الصلاة عمدًا ينقسم إلى قسمين: 1- ترك الصلاة مع جحود وجوبها، فهذا كفر بالإجماع. 2- تركها تهاونًا وتكاسلًا، وهذا أيضًا كفر بأدلة صريحة واضحة، هذا الحديث منها، وهو قول جمع من الصحابة، كما جاء عنهم بأسانيد صحيحة، ولا يعلم صحابي واحد قال بخلاف ذلك، وحكى إجماع الصحابة على ذلك غير واحد من العلماء، وقال به جمع ممن بعدهم، والقول الثاني أنه كبيرة وذنب عظيم، ويقتل تاركه ولكنه لا يكفر، وهو مذهب المالكية والشافعية، والقول الثالث أنه كبيرة وذنب عظيم، وأنه يحبس حتى يموت أو يتوب ولكنه لا يكفر، وهو مذهب الحنفية. وأما من تركها لعذر من الأعذار كالنوم أو النسيان أو غير ذلك حتى خرج وقتها فهو معذور، وعليه قضاؤها إذا ذكرها.