عن عبد الله بن عمرو قال: كنتُ أكتبُ كلَّ شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا؟ فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ بإصبعه إلى فيه، فقال: "اكتب، فوالذي نفسي بيده، ما يخرج منه إلا حق".
[صحيح]
-
[رواه أبو داود]
قال عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنه: كنتُ أكتبُ كلَّ شيءٍ أسمعه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي أحفَظه بالكتابة، فنهاني رجال قريش، وقالوا: كيف تكتُب كلّ شيءٍ تسمَعه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ يتكلَّم في الرِّضا والغضب، وقد يُخطئ؟ فتوقَّفت عن الكتابة؛ ذلك أنّ الإنسان يتأثَّر بما يُقال له، فأخبرتُ النبي صلى الله عليه وسلم بما قالوه، فأشار بإصبعه إلى فمه فقال: اكتب، فوالذي نفسي بيده، ما يخرج منه إلّا حقّ، فبيَّن عليه الصلاة والسلام أنّ كلَّ ما ينطق به حقّ في الرِّضا والغضب، والرَّسول صلى الله عليه وسلم معصوم فيما يُبَلِّغ عن الله عزَّ وجل، وكلّ ما يصدر منه فإنّه حقّ. فإن قيل: جاء في صحيح مسلم (2363) أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يُلَقِّحون، فقال: «لو لم تفعلوا لصلح» قال: فخرج شِيصًا، أي: رَدِيئًا، فمَرَّ بهم فقال: «ما لنخلكم؟» قالوا: قلت كذا وكذا، قال: «أنتم أعلم بأمر دُنياكم» فالجواب: أنَّ هذا الحديث فيه وصفان: الأوَّل: أنّه خاصّ بهذه الواقعة وليس أمرًا عامًّا. والثاني: أنّه ليس حكمًا شرعيًّا، فما خرج عن هذين الوصفين فهو داخل في عموم ما سبق.