عن صُهيب بن سِنان الرومي رضي الله عنه مرفوعاً: «عجَبًا لِأَمر المُؤمِن إِنَّ أمرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لِأَحَد إِلَّا لِلمُؤمِن: إِنْ أَصَابَته سَرَّاء شكر فكان خيرا له، وإِنْ أَصَابته ضّرَّاء صَبَر فَكَان خيرا له».
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

أظهر الرسول -عليه الصلاة والسلام- العَجَب على وجه الاستحسان لشأن المؤمن؛ لأنه في أحواله وتقلباته الدنيوية لا يخرج عن الخير والنجاح والفلاح، و هذا الخير ليس لأحد إلا المؤمن. ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن على كل حال قدَّره الله عليه على خير، إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب الأجر على الله؛ فكان ذلك خيرًا له. وإن أصابته سراء من نعمة دينية؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية؛ كالمال والبنين والأهل شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل ، فيشكر الله فيكون خيرا له.

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية الأيغورية البنغالية الفرنسية التركية الروسية البوسنية السنهالية الهندية الصينية الفارسية الفيتنامية تجالوج الكردية الهوسا البرتغالية المليالم التلغو السواحيلية التايلندية بشتو الأسامية السويدية الأمهرية الهولندية الغوجاراتية القيرقيزية النيبالية اليوروبا الدرية الصربية الصومالية الكينياروندا الرومانية المالاجاشية الأورومو الكانادا
عرض الترجمات

معاني الكلمات

عجَبًا:
والتعجب إنما يحصل للإنسان من عظم موقع الشيء وخفاء سببه عليه.
أمرَه:
شأنه.
المُؤمِن:
الكامل الإيمان، وهو العالم بالله الراضي بأحكامه، العامل على تصديق موعوده.
سَرَّاء:
ما يسر الإنسان.
شكر:
عرف قدر نعمة الله عليه.
ضّرَّاء:
ما يضر البدن، أو ما يتعلق به من أهل أو ولد أو مال.
صبَر:
احتسب عند الله ثوابه ورضي به.

من فوائد الحديث

  1. فضل الشكر على السراء والصبر على الضراء، فمن فعل ذلك حصل له خير الدارين، ومن لم يشكر على النعمة، ولم يصبر على المصيبة، فاته الأجر، وحصل له الوزر.
  2. حياة المسلم بما فيها من مسرة ومضرة كلها خير وأجر عند الله.
  3. المؤمن الكامل يشكر الله -تعالى- في السراء، ويصبر على الضراء، فينال خير الدارين، أما ناقص الإيمان فإنه يتضجر ويتسخط من المصيبة، فيجتمع عليه المصيبة ووزر سخطه، ولا يعرف للنعمة قدرها، فلا يقوم بحقها ولا يشكرها، فتنقلب النعمة في حقه نقمة.
  4. الأجر في كل حال لا يكون لغير أهل الإيمان.
  5. في الحديث الحث على الإيمان، وأن المؤمن دائما في خير ونعمة.
  6. الحث على الشكر عند السراء؛ لأنه إذا شكر الإنسان ربه على نعمة فهذا من توفيق الله له، وهو من أسباب زيادة النعم.
  7. الحث على الصبر على الضراء، وأن ذلك من خصال المؤمنين.
المراجع
  1. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
  2. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي بن محمد بن علان، ط4، اعتنى بها :خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، 1425ه.
  3. رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428هـ.
  4. شرح رياض الصالحين، للشيخ ابن عثيمين، دار الوطن للنشر، الرياض، 1426هـ.
  5. صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  6. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
تستعرض الآن النسخة السابقة من صفحة هذا الحديث، وننصحك بالإطلاع على النسخة الأحدث