عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنَّي، وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ».
[صحيح] - [رواه أحمد]

الشرح

سيوجد أشخاص لهم نفوذ وسلطان بعد موتي، من صفتهم أنهم يكذبون في الكلام ويظلمون الناس، فمن صدقهم في كذبهم، تقرُّبًا بذلك إليهم، وساعدهم في ظلمهم للناس، ولو بالإفتاء ونحوه، فبيني وبينه البراءةُ، فهو ليس مني وأنا لستُ منه، ولا يأتي على الحوض، ولا يشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي يَسقي منه أمته يوم القيامة، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا، ومن لم يصدق كذبهم ولم يساعدهم في ظلمهم اتقاءً وتورعًا فهو مني ومن أهل سنتي، وأنا منه وسيشرب من حوضي يوم القيامة.

الترجمة:
عرض الترجمات

من فوائد الحديث

  1. ليس كلُّ ما يأمر به ولاة الأمر سليمًا موافقًا للشرع.
  2. بيان الوعيد لمن أعان أميرًا على ظلمه.
  3. هذه الإعانة من الكبائر؛ لأنها ترتب عليه تبري النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من فاعلها.
  4. فضل الابتعاد عن الأمراء، واتخاذ الحذر منهم؛ لأنه لا يسلم من اقترب منهم، إما في دينه، إن سكت على ما هم عليه من الفساد والظلم، أو دنياه، إن تكلم في ذلك، فالخلاص منهم لا يكون إلا بالبعد عنهم، ولذا كان كثير من السلف شديد الحذر من غشيانهم، ومجالستهم، خوفًا على دينهم.
  5. إثبات الحوض لنبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، وأنه تَرِدُه عليه أمته.
المراجع
  1. مسند أحمد (38/ 295) (23260)، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (32/ 334).