عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكِيرُ خَبَثَ الحديد".
[صحيح] - [رواه النسائي]

الشرح

بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل الحج والعمرة والمداومة عليهما، فأمرنا بأن نتابع بينهما، بأن نُكرِّر الحج والعمرة، ولو تخلل بينهما زمان؛ لأن القصد الاهتمام بهما وعدم الإهمال، وبيّن ثواب الحج والعمرة المتتابعين، وهو أنهما يزيلان الفقر الظاهر بحصول غنى اليد، والفقر الباطن بحصول غنى القلب، ويمحوان الذنوب، كما ينفي الكيرُ -الذي ينفخ به النار، والمراد النار نفسها- الرديءَ والخبيث من الحديد، ويبقى معدنه الخالص. فشبَّه متابعة الحج والعمرة في إزالة الذنوب بإزالة النار خبث الحديد؛ لأن الإنسان مركوز في جبلته القوة الشهوية والغضبية، محتاج لرياضة تزيلها، والحج جامع لأنواع الرياضات، من إنفاق المال، وجهد النفس بالجوع والظمأ والسهر، واقتحام المهالك، ومفارقة الوطن، ومهاجرة الإخوان والخلان، وغير ذلك.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

تابعوا:
إتباع أحدهما الآخر وإن كان بينهما مدة.
ينفيان:
يبعدان.
الكِير:
كير الحداد، وهو المبني من الطين، وقيل الزِّق الذي يُنفخ به النار.
خبث:
هو ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أُذيبا.

من فوائد الحديث

  1. فضل الحج والعمرة.
  2. الحث على المتابعة بين الحج والعمرة.
  3. متابعة الحج والعمرة من أسباب الغنى ومغفرة الذنوب.
  4. استدل به من قال بوجوب العمرة، فإن ظاهره التسوية بينهما.
المراجع
  1. سنن النسائي (5/ 115) (2630)، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (23/ 322)، النهاية في غريب الحديث والأثر (819) (252).