عن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللَّهُمَّ ارحم الْمُحَلِّقِينَ. قالوا: والْمُقَصِّرِينَ يا رسول الله؟ قال: اللهم ارحم الْمُحَلِّقِينَ. قالوا: والْمُقَصِّرِينَ يا رسول الله؟ قال: اللهم ارحم الْمُحَلِّقِينَ. قالوا: والْمُقَصِّرِينَ يا رسول الله؟ قال: والْمُقَصِّرِينَ».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

الحلق والتقصير من مناسك الحج والعمرة، والحلق أفضل من التقصير؛ لأنه أبلغ في التعبد، والتذلل لله تعالى ، باستئصال شعر الرأس في طاعة الله تعالى ؛ ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للْمُحَلِّقِين بالرحمة ثلاثاً، والحاضرون يذكّرونه بالْمُقَصِّرِينَ فيعرض عنهم، وفي الثالثة أو الرابعة أدخل الْمُقَصِّرِينَ معهم في الدعاء، مما يدل على أن الحلق في حق الرجال هو الأفضل. هذا ما لم يكن في عمرة التمتع، ويضيق الوقت بحيث لا ينبت الشعر لحلق الحج، فالتقصير في حقه أفضل؛ لأنه سيحلق بعد ذلك.

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية الأيغورية البنغالية الفرنسية التركية الروسية البوسنية الهندية الصينية الفارسية تجالوج الكردية الهوسا البرتغالية
عرض الترجمات

معاني الكلمات

اللهم:
يا الله.
الْمُحَلِّقِين:
الحالقين رؤوسهم في الحج أو العمرة تعبد لله تعالى، والحلق إزالة شعر الرأس كله بالموسى ونحوه.
قالوا:
أي: الصحابة.
والْمُقَصِّرِينَ:
أي: أنهم يطلبون منه أن يضيف المقصرين ويلحقهم بالمحلقين، والتقصير: قص أطراف شعر الرأس من جميع نواحيه.

من فوائد الحديث

  1. كمال نصح النبي -صلى الله عليه وسلم- ورحمته بأمته، حيث دعا لمن قام بالعبادة تشجيعًا له.
  2. مشروعية الدعاء لمن قام بالعبادة.
  3. فضل الحلق على التقصير في حق الرجال، وهو مجمع عليه، وهذا ما لم يكن في عمرةٍ متمتعاً بها إلى الحج، ويضيق الوقت، بحيث لا ينبت قبل حلق الحج، فحينئذ يكون التقصير أولى.
  4. الذي يفهم من الحلق في هذا الحديث، هو أخذ جميع شعر الرأس، وهو الصحيح الذي يدل عليه الكتاب والسنة من قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله.
  5. استدل بتفضيل الحلق على التقصير، بأنهما نسكان من مناسك الحج، وليسا لاستباحة المحظور فقط وإلا لما فضل أحدهما على الآخر.
  6. بالنظر للمراد بالحلق وأنه استئصال شعر الرأس بأي شيء، والتقصير وأنه الأخذ من أطرافه بقدر أَنْمُلة؛ فالحلق بالمكينة يعد تقصيراً ولو كان على الصفر.
  7. حرص الصحابة على شمول الرحمة للأمة.
  8. جواز مراجعة الكبير والعالم بما فيه الخير.
  9. حُسن خُلق النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  10. مشروعية الحلق أو التقصير، وهو واجب للحج والعمرة.
  11. المشروع هو الاكتفاء بالحلق أو التقصير، لا الإتيان بهما جميعاً.
  12. ظهر في هذا الزمن أناس يأتي أحدهم بعمرة من التنعيم ويحلق شيئاً من رأسه، ثم يأتي بعمرة أخرى ويحلق شيئاً من رأسه وهكذا، قد يكون أنه يحلق الرأس في أربع عمر، وهذا جهل ومخالفة للشرع لم يعهد أن أحداً من المسلمين السابقين صنعه.
المراجع
  1. تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، تحقيق: محمد صبحي حلاق، مكتبة الصحابة، الإمارات، مكتبة التابعين، القاهرة، الطبعة: العاشرة 1426هـ، 2006م.
  2. تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام، محمد بن صالح العثيمين، مكتبة الصحابة، الإمارات، الطبعة: الأولى 1426هـ، 2005م.
  3. الإفهام في شرح عمدة الأحكام لابن باز، تحقيق: سعيد القحطاني، مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية، الرياض، الطبعة: الأولى 1435هـ.
  4. خلاصة الكلام شرح عمدة الأحكام، فيصل بن عبد العزيز المبارك، الطبعة: الثانية 1412هـ، 1992م.
  5. صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى 1422هـ.
  6. صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: 1423هـ.
  7. تأسيس الأحكام، أحمد بن يحيى النجمي، دار المنهاج، القاهرة، الطبعة: الأولى 1427هـ.