عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه".
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

قال النبي صلى الله عليه وسلم: أي شخص يقول لأخيه المسلم: يا كافر، فقد رجع بإثم هذه الكلمة أو رجع وبال الكفر لأحدهما، قيل المراد بأحدهما القائل خاصة، وحمله بعضهم على المستحل لذلك إذ المسلم لا يكفر بالمعصية، فإن كان كما قال له لم يرجع عليه شيء؛ لكونه صدق فيما قال، وإن لم يكن كما قال له رجع إثم الكلمة على القائل أو رجع وبال الكفر على القائل. وإن كان الشخص كافرًا كما قال، فإن قصد نصحه أو نصح غيره ببيان حاله جاز، وإن قصد تعييره وشهرته بذلك، ومحض أذاه لم يجز؛ لأنه مأمور بالستر عليه وعظته بالحسنى؛ لأنه قد يكون سببًا لإغرائه، وإصراره على ذلك الفعل.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

باء:
التزم ورجع به.

من فوائد الحديث

  1. بيان حال المسلم إذا قال لأخيه المسلم: يا كافر، وهو أن يتحمل إثم تكفيره إن لم يكن كما قال.
  2. وجوب حفظ اللسان عن قول الفحش.
  3. وجوب احترام المسلم لأخيه المسلم، وعدم رميه بكلام بذيء، مثل الكفر والفسق والفجور.
  4. عناية الشارع بالتنبيه والإرشاد إلى ما هو الأولى بالمسلم، وإبعاده عما يشين عرضه ودينه.
  5. رمي المسلم بالكفر من الذنوب الخطيرة، فيجب التوبة منها، واستحلال أخيه بتكذيب نفسه، وطلب المسامحة له في ذلك.
المراجع
  1. صحيح البخاري (8/ 26) (6104)، صحيح مسلم (1/ 79) (60)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (2/ 390)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (9/ 65)، النهاية في غريب الحديث والأثر (91).