عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنما أنا بشر، فأيما رجلٍ من المسلمين سببتُه، أو لعنتُه، أو جلدتُه، فاجعلها له زكاةً ورحمةً».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: اللهم إنما أنا بشر، أغضب كما يغضب البشر، فأي رجل سببتُه من المسلمين أو لعنتُه أو جلدتُه، فاجعل السب أو اللعن أو الجلد تطهيرًا له ورحمة ترحمه بها، وهذا في من لم يكن مستحقًّا للسب أو اللعن في باطن أمره لا في الذي يظهر منه حين يدعو عليه النبي أو يسبه، لأنه صلى الله عليه وسلم كان متعبدًا بالظواهر وحساب الناس في البواطن إلى الله تعالى، فلا تثريب عليه فيما فعله في حينه لسببٍ ظهر له، ومع ذلك أراد أن يكرمه الله تعالى بسبب ما ناله، وهذا من جملة خلقه الكريم وكرمه العميم حيث قصد مقابلة ما وقع منه بالخير والكرامة، سواء كان ذلك المسلم مستحقًّا في الحقيقة لما لحقه أو لم يكن، فأما إذا كان كافرًا فلا يدخل في هذا الدعاء.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

زكاةً:
كفارةً أو رفعةَ.

من فوائد الحديث

  1. عظيم خلق النبي صلى الله عليه وسلم.
  2. بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وجميل خلقه صلى الله عليه وسلم، وجزاه عنا أفضل الجزاء بمنه وكرمه وأماتنا على محبته وسنته.
المراجع
  1. صحيح البخاري (8/ 77) (6361)، صحيح مسلم (4/ 2007) (2601)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (22/ 310)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (9/ 207).