إن الحلال بيِّن وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد اسْتَبْرَأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ مانهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأْتُوا منه ما استطعتم، فإنما أَهلَكَ الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه دَعُونِي ما تَرَكْتُكُم، إنما أَهْلَكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُم كَثْرَةُ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فإذا نَهَيْتُكُم عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ دَعْ ما يَرِيبك إلى ما لا يَرِيبك أحلت لكم ميتتان ودمان، فأما الميتتان: فالحوت والجراد، وأما الدمان: فالكبد والطحال إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يَخرجنَّ من المسجد حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا نُهِينَا عن اتِّبَاعِ الجنائز، ولم يُعْزَمْ علينا يا رسول الله، أَرَأَيتَ إن جاء رجُل يُريد أخذ مالي؟ قال: فلا تُعْطِه مالك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوما وليلة للمقيم كان فيما أنزل من القرآن: (عشر رضعات معلومات يحرمن)، ثم نسخن، بخمس معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم، فحرم من أجل مسألته كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم؟ يا رسول الله، أرأيت الرجل يعجل عن امرأته ولم يمن، ماذا عليه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما الماء من الماء أنتم أعلم بأمر دنياكم