«إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً».
[صحيح]
-
[رواه مسلم]
طُلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا بالهلاك على المشركين، والمراد بهم بنو عامر، كما في روايات الحديث الأخرى، فقال عليه الصلاة والسلام: إن الله لم يبعثني لعّانًا، وإنما بعثني رحمة للناس عامة، وللمؤمنين خاصة متخلقًا بوصف الرحمة، وكان هذا منه صلى الله عليه وسلم بعد دعائه على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم شهرًا يدعو عليهم، ويلعنهم في آخر كل صلاة من الصلوات الخمس، يقنت بذلك، حتى نزل عليه جبريل فقال: إن الله تعالى لم يبعثك لعانًا ولا سبابًا، وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذابًا ثم أنزل الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون}. وقوله: (إنما بعثت رحمة) هذا كقوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} بالرسالة العامة، والإرشاد للهداية، والاجتهاد في التبليغ، وبالصبر على جفائهم، وترك الدعاء عليهم، إذ لو دعا عليهم لهلكوا، وهذه الرحمة يشترك فيها المؤمن والكافر، أما رحمته الخاصة فلمن هداه الله تعالى، ونور قلبه بالإيمان، وزين جوارحه بالطاعة.