«لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ، وَليَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لاَ مُكْرِهَ لَهُ».
ولمسلم: «وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ».
[صحيح]
-
[متفق عليه]
نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن تَعْلِيْق الدعاء بشيء حتى لو كان بمشيئة الله؛ فإن ذلك أمر معلوم مُتَيَقَّن أنه لا يغفر إلا أن يشاء سبحانه، ولا معنى لاشتراط المشيئة؛ لأنها إنما تشترط فيمن يصح منه أن يفعل دون أن يشاء بالإكراه وغيره مما تنزه الله سبحانه عنه، وقد بين ذلك صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث بقوله فإنه لا مُكْرِه له، كما أن الله لا يَتَعَاظَمُه شيء أعطاه وليس بعاجز ولا يكبُر عليه شيء حتى يقال: إن شئت، وتعليقه بالمشيئة نوع من الاستغناء عن مغفرته، فقول القائل: إن شئت أن تعطيني كذا فافعل، لا يستعمل هذا إلا مع الغنى عنه أو مع العاجز، وأما مع القادر ومع الاضطرار إليه والحاجة إليه فإنه يَعزم مسألته، ويَسأل سؤال فقير مضطر إلى ما سأله، ويلجأ إلى الله؛ لأنه الغني الكامل، القادر على كل شيء.