عن عبد الله بن عُمر وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول على أعواد منبره: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليَكونُنَّ من الغافلين».
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

أخبر عبد الله بن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو قائم على درجات منبره، ومن فوائد ذكر هذه الصفة الدلالة على كمال التذكر والحفظ، والإشارة إلى اشتهار هذا الحديث، وهو يقول صلى الله عليه وسلم: والله ليتركنَّ أقوامٌ هجرهم الجمعة والتخلف عنها من غير عذر، أو ليجعل الله على قلوبهم بسبب هجرهم حاجزًا يمنع قلوبهم عن اتباع الحق، ثم يكونوا من جملة من استولت عليهم الغفلة، ونسوا الله، فنسيهم. والحديث من أعظم الزواجر عن ترك الجمعة، والتساهل فيها، وهو حجة على أنها من فروض الأعيان، وهذا كله فيمن تركها تهاونًا وتكاسلًا من غير عذر.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

ودعهم:
تركهم إيّاها والتخلف عنها.
ليختمن:
يطبع عليها ويغطيها.

من فوائد الحديث

  1. بيان التشديد في التخلف عن الجمعة.
  2. تأكد وجوب الجمعة، وهو حكم مجمع عليه؛ إذ العقاب والوعيد والطبع والختم إنما يكون على ارتكاب الكبائر، وترك الواجبات.
  3. استحباب اتخاذ المنبر للخطبة، وهي سنة مجمع عليها.
  4. ترك الجمعة تكاسلًا يكون سببًا لختم القلوب، فلا تعرف معروفًا، ولا تنكر منكرًا، ويكون صاحبها من الغافلين.
  5. ينبغي للواعظ والمذكر أن يبهم الأشخاص الذين يريد أن يعظهم، ويذكرهم، ولا يسميهم بأسمائهم؛ لئلا تعود النصيحة عليهم فضيحة، فلا يقبلوها، فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مواعظه، وخطبه أن يقول كثيرا: ما بال أقوام، و ما بال رجال، ولا يسميهم بأسمائهم؛ لأن ذلك أدعى لقبول النصح، وامتثال الأوامر.
المراجع
  1. صحيح مسلم (2/ 591) (865)، النهاية في غريب الحديث والأثر (964)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (17/ 250).