عن علي رضي الله عنه: إذا حدَّثتُكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فَلَأَنْ أخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ مِنْ أن أكذبَ عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي في آخر الزمان قومٌ حُدثاءُ الأسنانِ سُفهاءُ الأحلام، يقولون من خيرِ قولِ البَرِيَّة، يَمْرُقُون من الإسلام كما يَمْرُقُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ، لا يُجاوِزُ إيمانُهم حناجرَهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجرٌ لمن قتلهم يوم القيامة».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

قال علي رضي الله عنه: إذا أخبرتكم عن قول قاله النبي صلى الله عليه فهو صدق، وأن أسقط من السماء أحب إليّ من أن أكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، أما إذا حدثتكم حديثًا بيني وبينكم، ولم أرفعه إلى النبي عليه الصلاة والسلام فالحرب خدعة؛ لذلك أجتهد برأيي بحسب مصلحة القتال؛ لأنه خاطب بهذا من كان معه في بعض المعارك. وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر عن أناس في آخر الزمان صغار السن، عقولهم ضعيفة، يتحدثون أحسن الكلام في ظاهر الأمر، كقولهم: لا حكم إلا لله، ونظائره من دعائهم إلى كتاب الله تعالى، ويقرأون القرآن، وشبه عليه الصلاة والسلام مروقهم من الدين، بالسهم الذي يصيب الصيد فيدخل فيه ويخرج منه، ولشدة وسرعة خروج السهم منه لا يعلق بالسهم من جسد الصيد شيء، كذلك هؤلاء لم يتعلقوا بشيء من الإسلام، ووصفهم عليه الصلاة والسلام أن إيمانهم ضعيف لا يجاوز جناجرهم، فهم مؤمنون بالنطق لا بالقلب، وأمر من لقيهم أن يقتلهم، لأن قتلهم فيه أجر، لسعيهم في الأرض بالفساد، وهؤلاء الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم هم الخوارج، وأول من قاتلهم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ونصره الله تعالى عليهم.

الترجمة: الإندونيسية الفيتنامية السواحيلية الأسامية الهولندية
عرض الترجمات

معاني الكلمات

أخِرَّ من السماء:
أسقط.
حدثاء الأسنان:
صغار في العمر، والأسنان جمع السِّنِّ، أي العمر.
سفهاء الأحلام:
ضعفاء العقول.
يمرقون من الإسلام:
يجوزونه ويتعدونه.
كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة:
كما يخرق السهم الشيء المرمي به.

من فوائد الحديث

  1. الحض على قتال الخوارج.
  2. بيان صفات الخوارج.
  3. في الحديث علمٌ من أعلام النبوة، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما سيقع بعده في أمته، فوقع كما أخبر به.
  4. جواز التورية والتعريض في الحرب، والخديعة في الحرب تكون بالتورية، وتكون بالكمين، ونحوهما، دون نقض العهد والأمان، لورود النهي عن ذلك.
  5. الحديث صريح في وجوب قتال الخوارج والبغاة.
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 200) (3611)، صحيح مسلم (2/ 746) (1066)، النهاية في غريب الحديث والأثر (259)(866)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (20/ 264) (20/ 258)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6/ 58).