عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ». وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ».
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من آفتين مهلكتين:
الأولى: الظلم والجور ومجاوزة الحد فيما يجب من حقوق لله من الإشراك به أو الوقوع في الكبائر، أو حقوق للعباد بالاعتداء عليهم، وبين أن عاقبته شدائد وعقوبات وظلمات على صاحبه يوم القيامة؛ حيث لا يهتدي سبيلا حين يسعى نور المؤمنين بين أيديهم.
الثانية: الشح وشدة البخل مع الحرص والطمع بما في أيدي الآخرين؛ مما يحمله على الظلم، وعلى القطيعة، وعلى البخل؛ فأمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا، فكان سبب هلاك الدنيا بسفك الدما واستحلا الأعراض، وهلاك الآخرة بسبب منع ما يجب من حقوق.
أن ما كان سببًا للهلاك في الأمم السابقة يكون سببًا لهلاك في هذه الأمة.تعديل