عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العَيْنَين وِكَاء السَّه، فإذا نَامَت العَينان اسْتٌطْلِقَ الوِكَاءُ».
[حسن] - [رواه أحمد والدارمي]

الشرح

معنى الحديث: "العَيْنان وِكَاء السَّه" أي أن العينين في حال اليقظة تحفظ الدبر، وتمنع خروج الخارج منه، وإن خرج منه شيء شَعَر الإنسان به. "فإذا نَامَت العَينان اسْتَطْلَقَ الوِكَاءُ" أي أن الإنسان إذا نام حصل عنده استرخاء في عضلات البدن، فينطلق الحَبْل الذي كان يَشُد حلقة الدبر، فيخرج منه الرِّيح من غير أن يَشْعُر به. فالنبي صلى الله عليه وسلم شبه العَين بالحَبل الذي يُشَدُّ به الوِعاء فإن كانت العينان مفتوحتان كان الحَبْل مشدودا على حلقة الدبر، حتى وإن خرج منه شيء شَعَر به، وإن نامت العينان استرخى الوِكَاء، فخرج ما بداخل القِرَبة من غير أن يَشْعُر بخروجه. وهذا من باب التشبيه وهو: تشبيه بليغ من النبي صلى الله عليه وسلم ليُقَرب الحكم الشرعي إلى الأذهان، وهو من جوامع الكلم التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم .

الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية البنغالية الصينية الفارسية تجالوج الهندية الفيتنامية الأيغورية الهوسا
عرض الترجمات

معاني الكلمات

وكَاء:
الخيط الذي يُشَدُّ به الكيس أو القِرْبَة.
السَّه:
هي حَلَقة الدُّبُر.
اسْتَطْلَقَ:
انْحَل الوِكَاء، فصار لو خرج منه شيء لم يَشْعُر به.

من فوائد الحديث

  1. فيه أن خروج الرَّيح من الدُّبر من نواقض الوضوء.
  2. فيه دليل على أن النوم ليس بناقضٍ بنفسه، وإنما هو مظِنَّة نقض الوضوء.
  3. فيه أن النوم الناقض للوضوء هو النوم العَمِيق المستغرق الذي تسترخي معه العضلات، فتخرج الرَّيح من غير أن يشعر بها، أما إذا كان النوم خفيفا فلا ينتقض معه الوضوء.
  4. يدخل في الحديث كلُّ من زال عقله؛ بجنون، أو إغماء، أو سُكْر، أو غيره، بجامع زوالِ الإحساسِ.
المراجع
  1. مسند الإمام أحمد، تأليف: أحمد بن محمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وغيره، الناشر: الناشر: مؤسسة الرسالة ، الطبعة: الأولى، 1421 هـ.
  2. مسند الدارمي المعروف بـ (سنن الدارمي), المؤلف: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي التميمي, تحقيق: حسين سليم أسد الداراني, الناشر: دار المغني للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية, الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 2000 م.
  3. صحيح الجامع الصغير وزيادته، تأليف: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي.
  4. فيض القدير شرح الجامع الصغير، تأليف: محمد عبد الرؤوف بن زين العابدين المناوي، الناشر: المكتبة التجارية الكبرى – مصر، الطبعة: الأولى، 1356 هـ.
  5. تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427 ه - 2006 م.
  6. توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
  7. فتح ذي الجلال والإكرام، شرح بلوغ المرام، تأليف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين، الناشر: المكتبة الإسلامية، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة.