عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يَجُبُّون أَسْنِمة الإبل، ويَقْطعون أَلْيَات الغنم، فقال: «ما قُطِع من البَهِيمَة وهي حيَّة فهي ميْتَة».
[صحيح] - [رواه أبو داود والترمذي والدارمي وأحمد]

الشرح

يفيد الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم للمدينة، وكان أهلها يقطعون أسنمة الإبل، وأليات الغنم، فيأكلونها وينتفعون بها، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وبيَّن لهم القاعدة في هذا الباب، وهي أن ما قطع من البهيمة -بنفسه أو بفعل فاعل- من سنام بعير، أو ألية شاة ونحو ذلك، حال حياتها فحكمه حكم ميتة تلك البهيمة، فإن كان طاهرا فطاهر، أو نجسا فنجس، فيد الآدمي طاهرة، وألية الخروف نجسة، ما خرج عن ذلك إلا نحو شعر المأكول وصوفه وريشه ووبره ومسكه وفأرته فإنه طاهر.

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية الفرنسية التركية الروسية البوسنية الهندية الصينية الفارسية الفيتنامية الكردية
عرض الترجمات

معاني الكلمات

يجُبُّون:
يقطعون.
أسنمة:
جمع سَنام, وهو من البعير والناقة أعلى ظهرهما.
أَلْيات:
جمع ألية -بفتح الهمزة- طرف الشاة المؤخر.
البهيمة:
هي ذوات الأربع من الإبل والبقر والغنم, أو كل حي لا يميز, وسبب الحديث دال على أن المراد ذات الأربع من الإبل والغنم والبقر.
وهي حية:
أي والحال أنَّ هذه البهيمة في حال الحياة.
ميْتة:
ميْت: بإسكان الياء؛ لأنَّه قد لحقها الموت حقيقة, والمعنى فهو حرام كالميتة.

من فوائد الحديث

  1. إنَّ ما قطع من بهيمة في حال حياتها، فهو كَمَيْيَتِها طهارةً أو نجاسة، حلاًّ أو حرمة، فإنْ قطع من بهيمة الأنعام ونحوها مع بقاء حياتها، فهو نجس حرام الأكل، أمَّا لو أُبِينَ من سمكة وبقيت حية، فما أبين فهو طاهرٌ مباح.
  2. اعتبر العلماء لفظ هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الأحكام, يدل على أن ما قطع من البهيمة في حال حياتها حكمه حكم ميتة تلك البهيمة.
  3. يجب على العالم أن يبين الحكم الشرعي، خاصة إذا رأى مخالفته من الناس.
  4. حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على البلاغ وهداية الخلق؛ لأنه بادر -عليه الصلاة والسلام- ببيان الحكم الشرعي من حين علم بذلك.
  5. النهي عن تعذيب الحيوان؛ لأن قطع شيء منها وهي حية تعذيب لها, وقد نهى الشرع عن ذلك.
المراجع
  1. سنن أبي داود, تأليف أبي داود سليمان بن الأشعث الأزدي السِّجِسْتاني, المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد, المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
  2. سنن الترمذي، تأليف: محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق أحمد شاكر وغيره، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة: الثانية، 1395 هـ.
  3. مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
  4. سنن الدارمي، تأليف عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي التميمي، تحقيق: حسين سليم أسد الداراني - دار المغني للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 2000 م.
  5. صحيح الجامع الصغير وزياداته, محمد ناصر الدين الألباني, الناشر: المكتب الإسلامي, ط 3, 1408 هـ.
  6. توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
  7. تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427 ه _ 2006 م.
  8. فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة، ط1، المكتبة الإسلامية، مصر، 1427ه.
  9. منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف : عبد الله بن صالح الفوزان، الناشر: دار ابن الجوزي الطبعة: الأولى، 1427 هـ - 1431 هـ.
  10. تاج العروس من جواهر القاموس, محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، الملقّب بمرتضى الزَّبيدي, مجموعة من المحققين, الناشر: دار الهداية.
  11. فيض القدير شرح الجامع الصغير, زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف المناوي القاهري، الناشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر, الطبعة: الأولى، 1356.
  12. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لعلي بن سلطان الملا الهروي القاري، الناشر: دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م.
  13. بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر، دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1435 هـ - 2014 م.
  14. سبل السلام، للصنعاني، الناشر: دار الحديث.