«خَلَقَ اللهُ الخلقَ، فلمَّا فرغَ منه، قامت الرَّحِمُ فأخذت بحَقْو الرَّحمن، فقال له: مَه، قالت: هذا مقامُ العائذِ بك من القَطِيعة، قال: ألَا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصلكِ، وأقطعُ مَن قطعكِ، قالت: بلى يا ربِّ، قال: فذاك». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتُم إنْ تولَّيتُم أن تُفْسِدوا في الأرض وتُقَطِّعوا أرحامَكم}، وفي رواية للبخاري: فقال الله: (من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته).
[صحيح]
-
[متفق عليه]
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلق الخلق، فلما فرغ وانتهى منه، قامت الرَّحِم - تعظيماً لشأنها وفضل واصلها، وإثم قاطعها- فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: كفي وانزجري عن هذا، فقالت: هذا مكان المعتصم والمستجير بك مِنْ القطيعة، قال سبحانه: ألا ترضين أن أحسن وألطف وأنعم على من وصل رحمه؟ وأقطع إحساني عمن قطع رحمه؟ فمن وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته. قالت: بلى يا رب، قال: فهذا لك. ثم قال صلى الله عليه وسلم: اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتُم إنْ تولَّيتُم أن تُفْسِدوا في الأرض وتُقَطِّعوا أرحامَكم} [محمد: 22]، أي فلعلكم إن توليتم أمر الأمة وصرتم حُكاما عليهم، وأعرضتم عن طاعة الله وكتابه؛ أن تفسدوا في الأرض بالمعاصي، والظلم، وسفك الدماء الحرام، وأخذ الرُّشا، وتعودوا إلى جاهليتكم، وتقطعوا أرحامكم؟!