عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الكلمات: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر».
[صحيح] - [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه]

الشرح

كان النبي المختار -عليه الصلاة والسلام- يستعيذ من أمور أربعة: فقوله: (اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار) أي فتنة تؤدي إلى النار، ويحتمل أن يراد بفتنة النار سؤال الخَزَنَة على سبيل التوبيخ، وإليه الإشارة بقوله تعالى: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير). وقوله: (وعذاب النار) أي أعوذ بك من أن أكون من أهل النار، وهم الكفار فإنهم هم المعذبون، وأما الموحدون فإنهم مؤدبون ومهذبون بالنار لا معذبون بها. (ومن شر الغنى): وهو البطر والطغيان وتحصيل المال من الحرام وصرفه في العصيان، والتفاخر بالمال والجاه والحرص على جمع المال وأن يكسبه من غير حله ويمنعه من إنفاقه في حقوقه. و(الفقر) أي وشر الفقر، وهو الفقر الذي لا يصحبه صبر ولا ورع؛ حتى يتورط صاحبه بسببه فيما لا يليق بأهل الدين والمروءة، ويصحبه الحسد على الأغنياء والطمع في أموالهم والتذلل بما يدنس العِرْض والدين وعدم الرضا بما قسم الله له وغير ذلك مما لا تحمد عاقبته.

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية الأيغورية البنغالية الفرنسية التركية البوسنية الهندية الصينية الفارسية تجالوج الكردية الهوسا
عرض الترجمات

معاني الكلمات

أعوذ بك:
الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والاعتصام بجنابه من شر كل ذي شر.
فتنة النار:
أعوذ بك أن تكون تصفيتي وتهذيبي بالنار وتأديبي بها، لأن الخطايا والذنوب يكفرها الله بالنار وبغيرها.
شر الغنى:
الحرص على جمع المال وحبه حتى يكسبه من غير حله، ويمنعه من الإنفاق في حقه.
والفقر:
أي وشر الفقر: وهو الفقر الشديد الذي يدفع صاحبه إلى أكل الحرام وعدم المبالاة.

من فوائد الحديث

  1. وجوب الابتعاد عن الفتن المسببة للابتلاء بالنار.
  2. يبتلى العبد بالغنى كما يبتلى بالفقر؛ لأنهما فتنة.
  3. الابتعاد عن الأسباب المهلكة المترتبة على فتنة الغنى كالبطر والكبر والحرص على جمع المال من الحرام ، والبخل بأداء حق الله تعالى فيه.
  4. الابتعاد عن الأسباب المهلكة المترتبة على فتنة الفقر، كالتضجر، والتبرم من مقدر، والوقوع في المساخط والحسد.
  5. الاستعاذة بالله من النار تستلزم الابتعاد عن جميع ما يسخط الله تعالى ، والفرار من المعاصي والخطايا ، والتزام الاستغفار والتوبة والتضرع إلى الله.
  6. الغنى والفقر خير لمن أحسن استغلالهما.
المراجع
  1. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415هـ.
  2. جامع الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر ، وآخرون، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط2، مصر، 1395 هـ.
  3. رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428 هـ.
  4. رياض الصالحين، ط4، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، 1428هـ.
  5. سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
  6. سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت.
  7. السنن الكبرى، للنسائي،، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، ط1، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1421 هـ.
  8. صحيح أبي داود، للألباني ، ط1، مؤسسة غراس للنشر والتوزيع، الكويت، 1423هـ.
  9. كنوز رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين برئاسة حمد بن ناصر العمار، ط1، كنوز إشبيليا، الرياض، 1430هـ.
  10. المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ط2، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.
  11. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.