عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قِيلَ: يا رسُول الله، مَن أَكرم النَّاس، قال: اتقاهم، فقالوا: لَيس عن هذا نَسأُلُك، قال: «فَيُوسُفُ نَبِيُّ الله ابنُ نَبِيِّ الله ابنِ نَبِيِّ الله ابنِ خَلِيلِ اللهِ» قالوا: لَيس عَن هذا نَسأَلُك، قال: «فعَن مَعَادِن العَرَب تسأَلُوني؟ خِيَارُهُم في الجاهِليَّة خِيَارُهُم في الإِسلام إذا فَقُهُوا».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

في الحديث أنَّ أكرم الناس من حيث النسب والمعادن والأصول، هم الخيار في الجاهلية، لكن بشرط إذا فقهوا، فمثلا بنو هاشم من المعروف هم خيار قريش في الإسلام، لكن بشرط أن يفقهوا في دين الله، وأن يتعلموا أحكامه، فإن لم يحصل لهم الفقه في الدين، فإنَّ شَرَف النَّسب لا يشفع لصاحبه، وإن عَلاَ نسبه وكان من خيار العرب نسبا ومعدِنا، فإنَّه ليس مِن أكرم الخلق عند الله، وليس مِن خيار الخلق، وعليه فالإنسان يشرف بنسبه، لكن بشرط الفقه في الدين.

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية البنغالية الفرنسية التركية الروسية البوسنية الهندية الصينية الفارسية الفيتنامية تجالوج الكردية الهوسا
عرض الترجمات

معاني الكلمات

أكرم:
اسم تفضيل من الكرم: أصله كثرة الخير، وهو ضد اللؤم، وقيل: إن الكريم هو المتقي.
ابن نبي:
يعقوب -عليه السلام-.
بن نبي:
إسحاق -عليه السلام-.
ابن خليل الله:
إبراهيم عليه السلام، والخليل هو من كان في أعلى المحبة، فالخُلَّة أعلى أنواع المحبة، وليس فوق الخُلَّة شيء من أنواع المحبة أبداً.
مَعَادِن العَرَب:
أصولها التي يُنسَبُون إليها ويتفاخرون بها.
معادن:
جمع مَعدِن: وهو منبت الجواهر من ذهب ونحوه، والمراد به هاهنا قبائل العرب.
الجاهلية:
الفترة التي عاشها الناس قبل الإسلام، وسُمِيَّت بذلك لكثرة جهالات الناس في تلك الفترة من الزمن.
خِيَارُهُم في الجاهِليَّة خِيَارُهُم في الإِسلام:
أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية، هم كذلك في الإسلام إذا آمنوا واتقوا؛ لأن الإسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق، والعبد يسلم على ما أسلف من خير، وإذا انضم شرف التقوى إلى شرف النسب كان خيرا على خير، وفضلا على فضل.
فَقُهُوا:
علموا أحكام الشرع.

من فوائد الحديث

  1. يشرف الإنسان بشرف آبائه وعشيرته إذا كانوا أتقياء، وكان هو على شاكلتهم وطريقتهم.
  2. أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية هم أصحابها في الإسلام إذا علموا أحكام الشرع.
  3. النَّسب له أثر في الفضل بالشرط السابق، ولهذا كان بنو هاشم أطيب الناس وأشرفهم نسبا، ومن ثم كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- الذي هو أشرف الخلق من سُلالتِهم، فلولا أنَّ هذا البطن من بني آدم أشرف البطون، ما كان فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا يبعث الرسول إِلاَّ في أشرف البطون وأعلى الأنساب.
  4. بيَّن الحديث أقسام الناس وشرف انتسابهم وأنسابهم، وأن من الأنساب شريف ومنها دون ذلك.
  5. شرف النسب يعتبر إذا انضم إليه التقوى والخوف من الله، وإلا فلا.
  6. الإنسان يكرم ويشرف بتقوى الله -عز وجل-، وأنَّ من كان تقيًّا كان له الخير في الدنيا رفيع الدرجة في الآخرة.
  7. بيان فضيلة نبي الله يوسف -عليه الصلاة والسلام-، فقد جمع مكارم الأخلاق مع شرف النبوة مع شرف النسب، وانضم إليه شرف العلم بتعبير الرؤيا وتَمَكُّنِه من سياسة التدبير.
  8. بيان فضل العلم وأنّه أفضل من النسب والحسب والجاه والمال.
المراجع
  1. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415هـ.
  2. تطريز رياض الصالحين للشيخ فيصل المبارك، ط1، تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله آل حمد، دار العاصمة، الرياض، 1423هـ.
  3. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لمحمد علي بن محمد بن علان، ط4، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، 1425هـ.
  4. رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428هـ.
  5. كنوز رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين برئاسة حمد بن ناصر العمار، ط1، كنوز إشبيليا، الرياض، 1430هـ.
  6. شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين، تحقيق: سعد فواز الصميل، ط5، دار ابن الجوزي، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1419هـ.
  7. شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين، دار الوطن للنشر، الرياض، 1426هـ.
  8. صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ.
  9. صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  10. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
المزيد