أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي القِبْلَةِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، فَقَامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، أَوْ إِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ» ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ، فَبَصَقَ فِيهِ ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: «أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا».
[صحيح]
-
[متفق عليه]
رأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة وهو ما يدفعه الإنسان من صَدره أو أنْفِه من بَلغَم أو نحوه في جدار مسجده الذي يلي القبلة، فغضب حتى أحمر وجهه صلى الله عليه وسلم، فقام وأزال أثر النخامة بيده صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر أن العبد إذا قام وشرع في الصلاة، فإنه يناجي ربه بذكره ودعائه، وتلاوة آياته، والله بينه وبين قبلته وهو في علوه فوق عرشه، فاللائق به في هذا المقام أن يعظم من يقف بين يديه، ويقبل عليه بقلبه، وأن يبتعد عن إساءة الأدب فلا يبصق إلى جهة القبلة، ثم أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يجب على المصلي فعله إذا احتاج لمثل هذه الحال، وذلك بأن يبصق عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى، أو بأن يبصق في ثوبه ويحك بعضه على بعض لإزالته.