«من قال -يعني: إذا خَرج من بَيتِه-: بِسم الله تَوَكَّلتُ على اللهِ، وَلاَ حول ولا قُوَّة إِلَّا بالله، يُقَال له: هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى عَنه الشَّيطَان». زاد أبو داود: «فيقول -يعني: الشيطان- لِشَيطان آخر: كَيف لَك بِرَجلٍ قَد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ؟».
أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل إذا خرج من بيته فقال: "باسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، فذكر اسم الله مستعينا به في كل أموره، واعتمد على الله في حصول المطلوب ودفع المكروه، وعلم أنه لا انتقال ولا تحول من حال إلى حال، ولا قوة على شيء من الأشياء إلا بعون من الله؛ فإنه يقال له: هديت إلى طريق الحق، وكفيت همك وأمرك، وحفظت من كل مكروه؛ ويبتعد عنه الشيطان الموكل عليه، فيقول شيطان آخر لهذا الشيطان: كيف لك بإضلال رجل قد هدي، وكفي، ووقي من الشياطين أجمعين؟ لأنه قال هذه الكلمات فإنك لا تقدر عليه.