عَنْ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

«إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ، أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ» فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه: كَلِمَةٌ سَمِعَهَا مُعَاوِيَةُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ نَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا.
[صحيح] - [رواه أبو داود]

الشرح

أخبر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا بحثت عن معائب الناس وعوراتهم التي يخفونها وجاهرتهم بذلك، فإنه يؤدي إلى قلة حيائهم منك؛ فيجترئون على المجاهرة في ارتكاب أمثالها، بعد أن كانوا مستخفين لا يعلم بهم إلا الله تعالى. وذكر أبو الدرداء رضي الله عنه أن معاوية رضي الله عنه انتفع بهذه الكلمة فطبقها في ولايته.

من فوائد الحديث

  1. النهي عن التَّجَسُّس على المسلمين، وتتبع عوراتهم؛ لأن ذلك يؤدي إلى إفسادهم وإصرارهم عليه.
  2. جواز التَّجَسُّس على الكفار المحاربين، فقد قيد النهي في هذا الحديث بالمسلمين، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرسل العيون ليخبروه بأحوال أهل الكفر قبل غزوهم.
  3. الجهر بالمعصية معصية، وصاحبها غالباً لا يحدث نفسه بالتوبة، بينما المتخفي بفعل المعصية قريب باذن الله من التوبة.
  4. قال ابن كثير عن معاوية رضي الله عنه: كان جيد السريرة، حسن التجاوز، كثير الستر، رحمه الله تعالى.
  5. قال المناوي: أي ولوا عن الناس، ولا تتبعوا أحوالهم، ولا تبحثوا عن عوراتهم... ألم تعلم أنك إن اتبعت التهمة فيهم لتعلمها وتظهرها؛ أوقعتهم في الفساد، أو قاربت أن تفسدهم؛ لوقوع بعضهم في بعض بنحو غيبة، أو لحصول تهمة لا أصل لها، أو هتك عرض ذوي الهيئات المأمور بإقالة عثراتهم، وقد يترتب على التفتيش من المفاسد ما يربو على تلك المفسدة التي يُراد إزالتها، والحاصل أنَّ الشارع ناظر إلى الستر مهما أمكن، والخطاب لولاة الأمور ومن في معناهم.

معاني بعض المفردات

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية البنغالية الفرنسية التركية الروسية البوسنية السنهالية الهندية الصينية الفارسية الفيتنامية تجالوج الكردية الهوسا البرتغالية التاميلية
عرض الترجمات
المراجع
  1. سنن أبي داود (7/ 250) (4888).
  2. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي (3/ 94).
  3. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (2/ 1081).
  4. شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (6/ 254).
  5. عون المعبود وحاشية ابن القيم (13/ 159).