عن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائدَ كعب - رضي الله عنه - من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك - رضي الله عنه - يحدث بحديثه حين تَخَلَّفَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك. قال كعب: لم أتَخَلَّفْ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ غَزَاهَا قَطُّ إلا في غزوة تبوك، غير أني قد تخلفت في غزوةِ بدرٍ، ولم يُعَاتَبْ أحدًا تخلف عنه؛ إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون يريدون عِيرَ قُرَيْشٍ حتى جمع الله تعالى بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة حين تَوَاثَقْنَا على الإسلام، وما أُحِبُّ أَنَّ لي بها مَشْهَدَ بَدْرٍ، وإن كانت بدرٌ أذكرَ في الناس منها.
وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك أني لم أكن قط أَقْوَى ولا أَيْسَرَ مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة، والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غزوة إلا وَرَّى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة، فغزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حَرٍّ شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومَفازا، واستقبل عددا كثيرا، فجَلَّى للمسلمين أمرهم ليتَأهَّبُوا أُهْبَةَ غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ «يريد بذلك الديوان». قال كعب: فقل رجل يريد أن يَتَغَيَّبَ إلا ظَنَّ أن ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله، وغزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، فأنا إليها أَصْعَرُ، فتجهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه وطَفِقْتُ أغدو لكي أتجهز معه،لم يقدر ذلك لي، فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَحْزُنُنِي أني لا أرى لي أُسْوَةً، إلا رجلا مَغْمُوصًا عليه في النفاق، أو رجلا ممن عَذَرَ الله تعالى من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: «ما فعل كعب بن مالك؟» فقال رجل من بني سَلِمَةَ: يا رسول الله، حبسه بُرْدَاهُ والنظر في عِطْفَيْهِ. فقال له معاذ بن جبل - رضي الله عنه: بئس ما قلت! والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم. فبينا هو على ذلك رأى رجلا مُبَيِّضًا يزولُ به السَّرَابُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «كن أبا خيثمة»، فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لَمَزَهُ المنافقون.
قال كعب: فلما بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد توجه قافلًا من تبوك حضرني بَثِّي، فطَفِقْتُ أتذكرُ الكذبَ وأقول: بم أخرج من سخطه غدا؟ وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أظل قادما، زاح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا، فأجمعتُ صِدْقَهُ وأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المُخَلَّفُونَ يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعا وثمانين رجلا، فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم وَوَكَلَ سَرَائِرَهُم إلى الله تعالى، حتى جئت، فلما سلمت تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المغضب. ثم قال: «تعالَ»، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: «ما خلفك؟ ألم تكن قد ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟» قال: قلت: يا رسول الله، إني والله لو جلستُ عندَ غيرِك من أهل الدنيا لرأيتُ أني سأخرج من سخطه بعذر؛ لقد أُعْطِيتُ جَدَلًا، ولكني واللهِ لقد علمتُ لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني لَيُوشِكَنَّ اللهُ أن يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وإن حَدَّثْتُكَ حديث صدق تَجِدُ عَلَيَّ فيه إني لأرجو فيه عُقْبَى اللهِ - عز وجل - والله ما كان لي من عُذْرٍ، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك.
قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «أما هذا فقد صدق، فَقُمْ حتى يقضي الله فيك». وسار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك أذنبتَ ذنبا قبل هذا لقد عَجَزْتَ في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما اعتذر إليه المخلفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك.
قال: فوالله ما زالوا يُؤَنِّبُونَنِي حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأُكَذِّبَ نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي من أحد؟ قالوا: نعم، لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت، وقيل لهما مثل ما قيل لك، قال: قلت: من هما؟ قالوا: مُرَارَةُ بنُ الربيعِ العَمْرِي، وهلال بن أُمية الوَاقِفِي؟ قال: فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أُسْوَةٌ، قال: فمضيت حين ذكروهما لي. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس - أو قال: تغيروا لنا - حتى تَنَكَّرَتْ لي في نفسي الأرضُ، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان. وأما أنا فكنتُ أَشَبَّ القومِ وأَجْلَدَهُم فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلي قريبا منه وأُسَارِقُهُ النظرَ، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني، حتى إذا طال ذلك عَلَيَّ من جفوة المسلمين مشيت حتى تَسَوَّرْتُ جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام، فقلت له: يا أبا قتادة، أَنْشُدُكَ بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؟ فسكت، فعدت فناشدته فسكت، فعدت فناشدته، فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتوليت حتى تَسَوَّرْتُ الجدار، فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نَبَطِيٌ مِن نَبَطِ أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا من ملك غسان، وكنت كاتبا.
فقرأته فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هَوَانٍ ولا مَضيَعَةٍ، فالْحَقْ بنا نُوَاسِكَ، فقلت حين قرأتها: وهذه أيضا من البلاء، فَتَيَمَّمْتُ بها التَّنُّورَ فَسَجَرْتُها، حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واسْتَلْبَثَ الوحيُ إذا رسولُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يأتيني، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تَعْتَزِلَ امرأتك، فقلت: أُطَلِّقُهَا أم ماذا أفعل؟ فقال: لا، بل اعْتَزِلْهَا فلا تَقْرَبَنَّهَا، وأرسل إلى صاحِبَيَّ بمثل ذلك. فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر. فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت له: يا رسول الله، إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال: «لا، ولكن لا يَقْرَبَنَّكِ» فقالت: إنه والله ما به من حركة إلى شيء، ووالله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا. فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في امرأتك فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه؟ فقلت: لا أستأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يدريني ماذا يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استأذنته، وأنا رجل شاب! فلبثت بذلك عشر ليال فكمل لنا خمسون ليلة من حين نُهِيَ عن كلامنا، ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى منا، قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى على سَلْعٍ يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبْشِرْ، فخررت ساجدا، وعرفت أنه قد جاء فرج. فآذَنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الناسَ بتوبة الله - عز وجل - علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا، فذهبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مبشرون ورَكَضَ رجلٌ إليَّ فرسًا وسعى ساعٍ مِن أَسْلَمَ قِبَلِي، وأوفى على الجبل، فكان الصوتُ أسرعَ من الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثَوْبَيَّ فكسوتهما إياه بِبِشَارَتِهِ، والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما، وانطلقت أَتَأَمَّمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَلَقَّاني الناس فوجا فوجا يُهنِّئونَني بالتوبة ويقولون لي: لِتَهْنِكَ توبة الله عليك. حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس حوله الناس، فقام طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - يُهَرْوِلُ حتى صافحني وهَنَّأَنِي، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره - فكان كعب لا ينساها لطلحة.
قال كعب: فلما سلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو يَبْرُقُ وَجْهُهُ من السرور: «أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك» فقلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: «لا، بل من عند الله - عز وجل -»، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سُرَّ استنار وَجْهُهُ حتى كأن وَجْهَهَ قطعةُ قمر وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنْخَلِعَ من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك». فقلت: إني أمسك سهمي الذي بخيبر. وقلت: يا رسول الله، إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت، فوالله ما علمت أحدا من المسلمين أبلاه الله تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن مما أبلاني الله تعالى، والله ما تعمدت كِذْبَةً منذ قلت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى فيما بقي، قال: فأنزل الله تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} حتى بلغ: {إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} حتى بلغ: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 117 - 119] قال كعب: والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صِدْقِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كَذَبْتُهُ، فأَهْلِكَ كما هَلَكَ الذين كذبوا؛ إن الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد، فقال الله تعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} [التوبة: 95 - 96] قال كعب: كنا خُلِّفْنَا أيها الثلاثةُ عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حَلَفُوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجَأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَنَا حتى قضى الله تعالى فيه بذلك. قال الله تعالى: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عَمَّنْ حَلَفَ له واعتذر إليه فقبل منه. متفق عليه.
وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في غزوة تبوك يوم الخميس وكان يحب أن يخرج يوم الخميس.
وفي رواية: وكان لا يقدم من سفر إلا نهارا في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه.
[صحيح] - [متفق عليه]
المزيــد ...
अब्दुल्लाह बिन कअब बिन मालिक रिवायत करते हैं। याद रहे कि जब कअब बिन मालिक की आँखों की रोशनी चली गई, तो उनके बेटों में से अब्दुल्लाह ही उन्हें जहाँ जाना-आना होता ले जाते। वह कहते हैं कि मैंने कअब बिन मालिक से तबूक युद्ध में उनके अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) से पीछे रह जाने की घटना सुनी। कअब बिन मालिक- रज़ियल्लाहु अन्हु- ने बतायाः अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) ने जितने युद्ध किए, मैं उनमें से किसी युद्ध में भी शरीक होने से पीछे नहीं रहा। मैं केवल तबूक युद्ध में पीछे रह गया था। वैसे तो बद्र युद्ध में भी साथ नहीं था, लेकिन बद्र युद्ध में पीछे रह जाने पर आपने किसी पर नाराज़गी व्यक्त नहीं की थी, क्योंकि अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) क़ुरैश के एक क़ाफ़िले को दबोचने का इरादा करके निकले थे और अल्लाह ने पहले से समय निर्धारित किए बिना ही मुसलमानों का सामना शत्रु से करा दिया था। मैं तो अक़बा की रात भी अल्लाह के नबी (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) के साथ मौजूद था, जहाँ हमने इस्लाम पर क़ायम रहने की प्रतिज्ञा ली थी। यद्यपि लोगों में बद्र युद्ध की चर्चा अधिक है, लेकिन मैं यह बात पसंद नहीं करता कि मुझे अक़बा की रात के बदले बद्र युद्ध में साथ रहने का अवसर मिला होता।
तबूक युद्ध में अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) से पीछे रहने की घटना इस प्रकार है कि मैं जिस ज़माने में तबूक युद्ध से पीछे रहा, उस समय इतना शक्तिशाली और संपन्न था कि पहले कभी नहीं हुआ था। अल्लाह की क़सम! उससे पहले मेरे पास दो ऊँटनियाँ कभी एकत्र नहीं हुई थीं, जबकि इस अवसर पर मेरे पास दो ऊँटनियाँ मौजूद थीं। अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) का सिद्धांत यह था कि जब किसी युद्ध में जाने का इरादा करते, तो उसे पूरे तौर पर ज़ाहिर न होने देते थे बल्कि किसी दूसरे स्थान का नाम लेते। परन्तु, यह युद्ध चूँकि प्रचंड गर्मी में हुआ और यात्रा लंबी तथा मरुभूमि की थी और शत्रु की भारी संख्या का सामना था, इसलिए आपने मुसलमानों के सामने मामला स्पष्ट कर दिया, ताकि वे अच्छी तरह युद्ध की तैयारी कर लें। उन्हें वह दिशा भी बता दी, जिधर आपको जाना था। अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) के साथ मुसलमान बड़ी संख्या में थे और कोई पंजी नहीं थी, जो उनके नामों को सुरक्षित रखती। कअब (रज़ियल्लाहु अंहु) कहते हैंः स्थिति ऐसी थी कि यदि कोई व्यक्ति युद्ध से अनुपस्थित रहना चाहता, वह यह सोच सकता था कि यदि वह्य के द्वारा आपको सूचना न दी गई तो किसी को मेरी अनुपस्थिति का पता न चल सकेगा। अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) ने उस युद्ध का इरादा ऐसे समय में किया था, जब फल पक चुके थे और पेड़ों के साये बड़े मनोरम लग रहे थे तथा मैं उनकी ओर खिंचाव महसूस कर रहा था। अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) ने और आपके साथ मुसलमानों ने तैयारी शुरू कर दी। मेरी हालत यह थी कि मैं सुब्ह को इस इरादे से निकलता कि मैं भी आपके साथ मिलकर तैयारी करूँगा, लेकिन शाम को वापस आता तो कोई निर्णय न लिया होता। फिर मैं अपने दिल में कहता कि मैं जब चाहूँ, तैयारी कर सकता हूँ। इसी तरह मेरा समय बीतता गया और लोग पूरी तनमयता से तैयारी में लगे रहे। फिर एक दिन सुब्ह के समय अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) और आपके साथ मुसलमान निकल पड़े, जबकि मैं अपनी तैयारी के बारे में कोई निर्णय न ले सका। मैं सुब्ह को आया और वापस हो गया, कोई फ़ैसला न कर सका। मेरे साथ यही असमंजस की स्थिति बनी रही, यहाँ तक कि लोग तेज़ी से निकल गए और युद्ध में शामिल होने का समय हाथ से निकल गया। फिर मैंने यह इरादा किया कि मैं भी चल पड़ूँ और उनसे जा मिलूँ। काश, ऐसा भी कर लिया होता। लेकिन यह सौभाग्य भी प्राप्त न कर सका। अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) के जाने के बाद जब मैं लोगों के बीच निकलता तो जो बात मेरे दुःख का कारण बनती, यह थी कि मुझे अपना कोई आदर्श नज़र नहीं आ रहा था, सिवाए उस व्यक्ति के जिसपर मुनाफ़िक़ होने का लांछन लगा हुआ था या ऐसे कमज़ोर लोगों के जिन्हें अल्लाह ने असमर्थ घोषित कर रखा था। उधर अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) ने तबूक पहुँचने से पहले रास्ते में मुझे कहीं याद नहीं किया, यहाँ तक कि जब तबूक पहुँच गए, तो वहाँ लोगों के साथ बैठकर कहाः कअब बिन मालिक ने क्या किया? बनू सलमा के एक व्यक्ति ने कहाः अल्लाह के रसूल! उसे उसकी दो चादरों ने रोक रखा है और वह अपने दोनों पहलुओं को देखने में व्यस्त होगा। यह सुन मुआज़ बिन जबल- रज़ियल्लाहु अन्हु- ने कहाः तुमने बहुत बुरी बात कही है। अल्लाह के रसूल! हमने उसके अंदर भलाई के सिवा कुछ नहीं देखा। यह बात-चीत सुनकर अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) खामोश हो गए। यह बातें हो रही थीं कि आपने एक सफ़ेदपोश व्यक्ति को मरीचिका को चीरते हुए आते देखा और फ़रमायाः अबू ख़ैसमा हो जा। देखा गया कि वह अबू ख़ैसमा अंसारी ही थे। यह वही सहाबी हैं, जिनके एक साअ खजूर दान करने पर मुनाफ़िक़ों ने कटाक्ष किया था।
कअब- रज़ियल्लाहु अन्हु- कहते हैंः जब मुझे यह सूचना मिली कि अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) तबूक से वापसी के लिए निकल पड़े हैं तो मैं दुख से घिर गया और झूठे बहाने बनाने का सोचने लगा और मन ही मन कहने लगा कि मैं कल आपकी नाराज़गी से कैसे बच सकता हूँ? इस संबंध में अपने परिवार के प्रत्येक समझदार व्यक्ति से मदद माँगने लगा। फिर जब यह कहा गया कि अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) आने ही वाले हैं, तो मुझसे सब झूठ जाता रहा और मैं समझ गया कि आपकी नाराज़गी से मैं किसी तरह बच नहीं सकता। मैंने आपसे सच बोलने का पक्का इरादा कर लिया। अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) सुब्ह के समय आए। आपका सिद्धांत था कि जब यात्रा से वापस आते तो पहले मस्जिद जाते, दो रकअत नमाज़ पढ़ते और लोगों से मिलने के लिए बैठ जाते। जब आपने ऐसा किया तो पीछे रह जाने वाले लोग आकर बहाने पेश करने और क़समें खाने लगे। इस तरह के लोग अस्सी से कुछ अधिक थे। आपने, उन्होंने जो कुछ ज़ाहिर किया, उसे मान लिया, उनसे बैअत ली और उनके लिए क्षमा याचना की और उनके दिल में छिपी बातों को अल्लाह के हवाले कर दिया। फिर मैं उपस्थित हुआ। मैंने सलाम किया तो नाराज़ व्यक्ति के अंदाज़ में मुसकुराए और फ़रमायाः आ जाओ। मैं आकर आपके सामने बैठ गया तो मुझसे फ़रमायाः तुम क्यों पीछे रह गए थे? क्या तुमने अपनी सवारी नहीं खरीदी थी? कअब (रज़ियल्लाहु अंहु) कहते हैं कि मैंने कहाः अल्लाह के रसूल, अल्लाह की क़सम, अगर मैं आपके सिवा दुनिया के किसी और व्यक्ति के सामने बैठा होता, तो मैं समझता हूँ कि कोई बहाना बनाकर उसकी नाराज़गी से बच सकता था, क्योंकि मैं बात करने के मामले में निपुण हूँ। लेकिन अल्लाह की क़सम, मुझे पता है कि यदि आज मैंने आपसे झूठी बात बयान की जिससे आप मुझसे राज़ी हो जाएँ, तो कुछ दूर नहीं कि अल्लाह आपको मुझसे नाराज़ कर दे। और अगर आपसे सच्ची बात बयान की, जिससे आप मुझसे नाराज़ हो जाएँ, लेकिन उसमें मैं शक्तिशाली एवं महान अल्लाह की ओर से अच्छे परिणाम की आशा रखता हूँ। अल्लाह की क़सम, मेरे साथ कोई असमर्थता नहीं थी। अल्लाह की क़सम, मैं शक्ति और संपन्नता के मामले में, आपसे पीछे रहने के समय से बेहतर कभी नहीं रहा। कअब (रज़ियल्लाहु अंहु) कहते हैं कि यह सुन अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) ने फ़रमायाः इसने सब कुछ सच-सच बता दिया है। अब जाओ, प्रतीक्षा करो, यहाँ तक कि अल्लाह तुम्हारे बारे में कोई निर्णय कर दे। बनू सलमा के कुछ लोग चल पड़े। वह मेरे पीछे-पीछे चल रहे थे और कहे जा रहे थेः अल्लाह की क़सम, हमें नहीं पता कि तुमने इससे पहले कोई गुनाह किया हो। तुमसे तो इतना भी न हो सका कि अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) के सामने उस तरह का कोई बहाना पेश कर देते, जो और पीछे रहने वालों ने पेश किए हैं। तुम्हारे लिए अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- की क्षमा याचना काफ़ी हो जाती। कअब- रज़ियल्लाहु अन्हु- कहते हैं कि उन्होंने मुझे इतना कोसा कि मैंने अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- के पास वापस जाकर खुद को झुठला देने का इरादा कर लिया। फिर मैंने उन लोगों से पूछा कि क्या मेरे अतिरिक्त भी किसी को इस परिस्थिति का सामना है? उन्होंने कहाः हाँ, तुम्हारे साथ और दो लोगों को इस परिस्थिति का सामना है। उन्होंने भी उसी तरह की बात कही है, जो तुमने कही है और उन्हें भी उसी तरह का उत्तर मिला है, जो तुम्हें मिला है। वह कहते हैं कि मैंने पूछाः वह दोनों व्यक्ति कौन हैं? उन्होंने जवाब दियाः मुरारा बिन रबी अमरी और हिलाल बिन उमय्या वाक़िफ़ी हैं। उन्होंने मेरे सामने दो ऐसे आदमियों के नाम लिए, जो सत्कर्मी थे और बद्र युद्ध में शरीक हो चुके थे तथा वह मेरे लिए आदर्श हो सकते थे। जब उन लोगों ने मुझसे उन दोनों का ज़िक्र किया, तो मैं (इरादा बदलने के बजाय) अपने पूर्व के इरादे पर क़ायम रहा। उसके बाद अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- ने पीछे रहने वालों में से हम तीन लोगों से बात करने से मना कर दिया। अतः लोग हमसे बचने लगे (या कहा कि लोग हमारे लिए बदल गए)। यहाँ तक कि धरती मेरे लिए पराई बन गई। यह वह धरती नहीं रह गई थी, जिसे मैं जानता था। इसी अवस्था में हम पचास दिन रहे। मेरे दोनों साथी तो निढाल हो गए और घर बैठकर रोते रहे, लेकिन मैं उन लोगों से जवान और मज़बूत था। मैं बाहर निकलता, मुसलमानों के साथ नमाज़ में शामिल होता और बाज़ारों में घूमता, लेकिन कोई मुझसे बात नहीं करता। जब अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- नमाज़ के बाद मस्जिद में बैठे होते, तो मैं आपके पास जाकर सलाम करता और मन ही मन यह सोचता रहता कि आपने सलाम के उत्तर में होंट हिलाए या नहीं? फिर मैं आपके निकट ही नमाज़ पढ़ने लगता और नज़र बचाकर आपको देखता रहता। जब मैं नमाज़ पर ध्यान दे देता, तो आप मेरी ओर देखते और जब मैं आपकी ओर देखता, तो नज़र फेर लेते। जब मुझसे मुसलमानों की बेरुखी का मामला खिंचता चला गया, तो एक दिन मैं अबू क़तादा के बाग की दीवार फलाँगकर अंदर चला गया। वह मेरे चचेरे भाई और सबसे प्रिय दोस्त थे। मैंने उसे सलाम किया तो अल्लाह की क़सम खाकर कहता हूँ कि उसने मेरे सलाम का उत्तर नहीं दिया। मैंने उससे कहा कि अबू क़तादा, मैं तुझे अल्लाह का वास्ता देकर पूछता हूँ, क्या तू जानता है कि मैं अल्लाह और उसके रसूल - सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- से प्यार करता हूँ। उसने कोई उत्तर नहीं दिया। मैंने दोबारा पूछा, लेकिन वह खामोश रहा। मैंने फिर पूछा, तो उसने कहाः अल्लाह और उसके रसूल ही बेहतर जानते हैं। उसका उत्तर सुन मेरी आँखें भर आईं। मैं दीवार फाँदकर वापस आ गया। एक दिन मैं मदीने के बाज़ार से गुज़र रहा था कि शाम का एक नबती, जो गल्ला बेचने के लिए मदीना आया था, कह रहा था कि मुझे कअब बिन मालिक का पता कौन बता सकता है? ऐसे में, लोग मेरी ओर इशारा करके उसे बताने लगे। वह मेरे पास आया और मुझे ग़स्सान के राजा का एक पत्र दिया। मुझे पढ़ना-लिखना आता था। उसे पढ़ा, तो उसमें लिखा थाः "अम्मा बाद, मुझे ख़बर मिली है कि तुम्हारे साथी ने तुमपर अत्याचार किया है। हालाँकि अल्लाह ने तुम्हें अपमान और बरबादी का पात्र नहीं बनाया है। तुम हमारे पास चले आओ, हम तुम्हारा दुःख-दर्द बाँट लेंगे।" उसे पढ़ने के बाद मैंने कहाः यह भी एक परीक्षा है। मैं वह पत्र लेकर तन्नूर के पास गया और उसे उसमें झोंक दिया। फिर जब पचास में से चालीस दिल बीत गए और वह्य के अवतरण का सिलसिला बंद हो गया, तो अचानक एक दिन मेरे पास अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- का संदेशवाहक आया और कहाः अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- ने आपको अपनी पत्नी से अलग रहने का आदेश दिया है। मैंने कहाः मैं उसे तलाक दे दूँ या क्या करूँ? उसने कहाः तलाक न दो, सिर्फ़ उससे अलग रहो और उसके निकट न जाओ। मेरे दोनों साथियों को भी इसी तरह का आदेश दिया गया था। मैंने अपनी पत्नी से कहाः तुम मैके चली जाओ और इस मामले में कोई निर्णय आने तक वहीं रहो। फिर हिलाल बिन उमय्या की पत्नी अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- के पास आई और कहने लगीः ऐ अल्लाह के रसूल, हिलाल बिन उमय्या एक बहुत बूढ़े और कमज़ोर व्यक्ति हैं। उनके पास सेवा के लिए कोई नौकर भी नहीं है। क्या आप नापसंद करेंगे कि मैं उनकी सेवा करूँ? आपने फ़रमायाः "नहीं, लेकिन वह तेरे निकट न आए।" उसने कहाः अल्लाह की क़सम, उन्हें तो किसी बात का होश भी नहीं है। जिस दिन यह घटना घटी है, उस दिन से आज तक निरंतर रोए जा रहे हैं। यह सुन मेरे परिवार के कुछ लोगों ने मुझसे कहा कि अगर तुम भी अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्ल- से अपनी पत्नी के बारे में अनुमति ले लो तो क्या बुराई है? आपने तो हिलाल बिन उमय्या की पत्नी को उनकी सेवा करने की अनुमति दे दी है। मैंने कहाः मैं अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- से उसके बारे में अनुमति नहीं माँगूँगा। पता नहीं मेरे अनुमति माँगने पर आप क्या जवाब देंगे, जबकि मैं एक जवान व्यक्ति हूँ। इसी अवस्था में दस दिन बीत गए और हमसे बात-चीत बंद किए जाने को पचास दिन पूरे हो गए। पचासवीं रात की सुबह को मैं अपने एक घर की छत पर फ़ज्र की नमाज़ पढ़कर बैठा हुआ था और मेरी हालत हूबहू वही थी जो अल्लाह ने बयान की है कि मैं अपनी जान से तंग था धरती अपने विस्तार के बावजूद मुझपर तंग हो चुकी थी कि अचानक मैंने किसी पुकारने वाले की आवाज़ सुनी, जो सिला पर्वत के ऊपर चढ़कर अपनी पूरी आवाज़ में पुकार रहा थाः काब बिन मालिक खुश हो जाओ। मैं यह सुनते ही सजदे में गिर गया और समझ गया कि परीक्षा का समय समाप्त हो गया है। दरअसल अल्लाह के रसूल (सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम) ने फ़ज़्र की नमाज़ के बाद हमारी तौबा कबूल होने का ऐलान कर दिया था। अतः लोग हमें शुभ सूचना देने के लिए दौड़ पड़े। कुछ लोग शूभ सूचना देने के लिए मेरे दोनों साथियों की ओर चल दिए और एक आदमी मेरी ओर घोड़े पर सवार होकर चल पड़ा। इसी बीच असलम क़बीले का एक व्यक्ति दौड़ता हुआ मेरी ओर निकला और पहाड़ पर चढ़कर अवाज़ लगा दी। आवाज़ घोड़े से तेज़ निकली। जिसकी आवाज़ मैंने सुनी थी, जब वह मुझे खुशख़बरी देने के लिए आया, तो मैंने अपने दोनों कपड़े उतारकर खुशखबरी सुनाने के बदले में उसे पहना दिए। अल्लाह की क़सम, उस दिन मेरे पास उन दोनों कपड़ों के अलावा और कोई कपड़ा नहीं था। मैंने दो कपड़े उधार लेकर पहने और अल्लाह के रसूल - सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- के इरादे से चल पड़ा। लोग दलों में मुझसे मिल रहे थे और तौबा कबूल होने की मुबारकबाद देते हुए कह रहे थेः तुम्हें मुबारक हो कि अल्लाह ने तुम्हारी तौबा कबूल कर ली। मैं मस्जिद में गया तो देखा कि अल्लाह के रसूल - सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- लोगों के साथ बैठे हुए हैं। मुझे देख तलहा बिन उबैदुल्लाह दौड़ते हुए आए, मुझसे हाथ मिलाया और मुबारकबाद दी। अल्लाह की क़सम उनके सिवा कोई मुहाजिर खड़ा नहीं हुआ। कअब- रज़ियल्लाहु अन्हु- तलहा - रज़ियल्लाहु अन्हु- की इस गर्मजोशी को कभी न भूलते थे। कअब- रज़ियल्लाहु अन्हु- कहते हैं कि जब मैंने अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- को सलाम किया, तो आपने खुशी से दमकते हुए चेहरे के साथ फ़रमायाः "तुम्हें यह दिन मुबारक हो, जो तुम्हारे जीवन का, जबसे तुम्हारी माँ ने तुम्हें जना है, सबसे उत्तम दिन है।" मैंने कहाः अल्लाह के रसूल, यह आपकी ओर से है या अल्लाह की ओर से? फ़रमायाः "मेरी ओर से नहीं, बल्कि सर्वशक्तिमान एवं महान अल्लाह की ओर से।" अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- प्रसन्न होते, तो आपका चेहरा ऐसे दमक उठता, जैसे चाँद का टुकड़ा हो। हम आपके चेरहे से आपकी प्रसन्नता को भाँप लेते थे। जब मैं आपके आगे बैठ गया, तो कहा कि ऐ अल्लाह के रसूल, इस तौबा की खुशी में मैं चाहता हूँ कि अपना सारा माल अल्लाह और उसके रसूल के लिए दान कर दूँ। अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- ने फ़रमायाः "सब नहीं, अपना कुछ धन अपने पास भी रखो। यह तुम्हारे लिए बेहतर है।" मैंने कहाः मैं खैबर का अपना हिस्सा अपने पास रखता हूँ। तथा मैंने कहाः ऐ अल्लाह के रसूल, अल्लाह ने मुझे सत्य के कारण मुक्ति दी है और मैं अपनी तौबा की खुशी में यह प्रतिज्ञा करता हूँ कि जब तक जीवित रहूँगा, कभी झूठ नहीं बोलूँगा। अल्लाह की क़सम, जबसे मैंने अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- से इस प्रतिज्ञा का ज़िक्र किया, मैं किसी मुसलमान को नहीं जानता, जिसपर अल्लाह ने सच कहने कर कारण उतना उपकार किया हो, जितना मुझपर किया है। अल्लाह की क़सम, जबसे मैंने अल्लाह के रसूल - सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- से यह बात कही, उस दिन से आज तक मैंने झूठ नहीं बोला और आशा है कि अल्लाह जीवन के बाकी बचे हुए दिनों में भी मुझे इससे सुरक्षित रखेगा। वह कहते हैं कि इसके बाद अल्लाह ने यह आयतें उतारींः "अल्लाह ने नबी तथा मुहाजिरीन और अंसार पर दया की, जिन्होंने तंगी के समय आपका साथ दिया, इसके पश्चात कि उनमें से कुछ लोगों के दिल कुटिल होने लगे थे। फिर उनपर दया की। निश्चय वह उनके लिए करुणामय दयावान है। तथा उन तीनों पर, जिनका मामला विलंबित कर दिया गया था और जिनपर धरती अपने विस्तार के बावजूद तंग हो गई और उनपर उनके प्राण संकीर्ण हो गए और उन्हें विश्वास था कि अल्लाह के सिवा उनके लिए कोई शरणागार नहीं है, परन्तु उसी की ओर। फिर उनपर दया की, ताकि तौबा कर लें। वास्तव में अल्लाह अति क्षमाशील दयावान् है। ऐ ईमान वालो, अल्लाह से डरो, तथा सच्चों के साथ हो जाओ।" (सूरा अत-तौबाः 177-119) कअब - रज़ियल्लाहु अन्हु- कहते हैंः अल्लाह की क़सम, जबसे अल्लाह ने मुझ इस्लाम की राह दिखाई है, उसके बाद से अल्लाह ने मुझे जो नेमतें प्रदान की हैं, उनमें मेरी नज़र में, सबसे बड़ी नेमत यह है कि मुझे अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- के आगे सच बोलने की सामर्थ्य प्रदान की गई और मैं झूठ बोलकर हलाक न हुआ, जैसे दूसरे वह लोग हलाक हो गए, जिन्होंने झूठ बोला था। क्योंकि अल्लाह तआला ने वह्य उतारते समय झूठ बोलने वालों के बारे में ऐसे बुरे शब्द प्रयोग किए हैं, जो किसी और के बारे में प्रयोग नहीं किए। अल्लाह तआला ने फ़रमायाः "वह तुम्हारे सामने अल्लाह की क़सम खाएँगे, जब तुम उनकी ओर वापस आओगे, ताकि तुम उनसे विमुख हो जाओ, तो तुम उनसे विमुख हो जाओ, वास्तव में वे मलीन हैं और उनका आवास नरक है, उन कर्मों के बदले जो वे क्या करते थे। वे तुम्हारे सामने क़समें खाएँगे, ताकि तुम उनसे राज़ी हो जाओ, अगर तुम उनसे राज़ी हो भी गए, तो अल्लाह अवज्ञाकारी लोगों से राज़ी नहीं होता।" (सूरा अत-तौबाः 95-96) कअब - रज़ियल्लाहु अन्हु- कहते हैंः दरअसल अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- ने हम तीन लोगों के मामले उन लोगों से अलग करके विलंबित कर दिया था, जिन्होंने आपके सामने झूठी क़समें खाई थीं। आपने उनसे बैअत ले ली थी और उनके हक़ में माफ़ी की दुआ कर दी थी। जबकि आपने हमारे मामले को लंबित रख दिया, यहाँ तक कि खुद अल्लाह ने निर्णय कर दिया। फ़रमायाः "وعلى الثلاثة الذين خلفوا" (अर्थात, उन तीन लोगों की तौबा भी क़बूल कर ली, जो पीछे कर दिए गए थे।) यहाँ अल्लाह ने जिस पीछे करने का ज़िक्र किया है, उससे मुराद हमारा युद्ध से पीछे रहना नहीं है, बल्कि झूठी क़समें खाने वालों और बहाने पेश करने वालों से हमारे मामले को पीछे करके उनकी बात स्वीकार कर लेना है। (बुख़ारी एवं मुस्लिम)
तथा एक रिवायत में हैः अल्लाह के रसूल- सल्लल्लाहु अलैहि व सल्लम- तबूक युद्ध के लिए वृहस्पतिवार को निकले और आपको वृहस्पतिवार को निकलना पसंद था।
तथा एक रिवायत में हैः आप यात्रा से हमेशा दिन में चाश्त के समय वापस आते। जब वापस आते तो पहले मस्जिद जाकर दो रकअत नमाज़ पढ़ते और उसके बाद वहीं बैठ जाते।
[सह़ीह़] - [इसे बुख़ारी एवं मुस्लिम ने रिवायत किया है।]