عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب من حريرٍ، فجعلوا يعجبون من حُسْنِه ولِيْنِه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أُهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب من حرير، فجعل الصحابة يتعجبون من جمال الثوب وليونة ملمسه، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير وأفضل من هذا الثوب الذي تتعجبون منه، وأخبرهم بذلك ليزهدهم عن الدنيا، ويرغبهم في الآخرة، ويقع هذا الوصف في قلوبهم فيحببهم للجنة، وإنما خص المناديل بالذكر لكونها تمتهن فيكون ما فوقها أعلى منها بطريق الأولى. وفيه إشارة إلى منزلة سعد رضي الله عنه في الجنة، ولا يُعرف بالجزم سبب ذكره لسعد بن معاذ رضي الله عنه، والتمس أهل العلم احتمالات لذلك، فقالوا: لعل منديله كان من جنس ذلك الثوب أو مثل لونه، أو كان الوقت يقتضي استمالة سعد، أو كان اللامسون المتعجبون من الأنصار، فقال: منديل سيدكم خير منها، أو كان سعد يحب ذلك الجنس من الثياب، أو قاله لبيان منزلة سعد رضي الله عنه.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

مناديل:
قطعة صغيرة من القماش أو الورق يمسح بها.

من فوائد الحديث

  1. إظهار عظيم منزلة سعد بن معاذ رضي الله عنه في الجنة، وأن أدنى ثيابه فيها خير من حرير الدنيا؛ لأن المنديل أدنى الثياب؛ لأنه مُعَدٌّ للامتهان، فغيره أفضل.
  2. إثبات دخول سعد رضي الله عنه الجنة.
  3. جواز قبول هدية المشرك؛ لأن الذي أهداها للنبي عليه الصلاة والسلام هو أكيدر دومة، وهو نصراني.
  4. في وجود المناديل في الجنة حكمة، وهي أن الله جعل في الجنة كل ما كان كمالًا في الدنيا، وإلم يكن لأهل الجنة حاجة إلى ذلك؛ فالمناديل والأمشاط والمجامر كانت لأهل الدنيا من الكمالات، بحيث إنها تكون لأهل الشرف من الملوك وأهل الفضل، إلا أنهم في الدنيا يحتاجون إليها لما يصيبهم من الأوساخ ونحوها، وأما أهل الجنة فلا يبولون ولا يتغوَّطون ولا يبصقون ولا يمتخطون، وإنما يستعملون هذه الأشياء على غير حاجة أهل الدنيا، والله أعلم.
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 118) (3249)، صحيح مسلم (4/ 1916) (2468)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (39/ 336)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (13/ 170)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (4/ 361).