عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد، ومسح على خفيه. فقال له عمر: لقد صنعت اليوم شيئًا لم تكن تصنعه، قال: «عمدًا صنعتُه يا عمر».
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

روى بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصلوات الخمس يوم فتح مكة في رمضان من السنة الثامنة، وهو أعظم فتوح الإسلام، بوضوء واحد على خلاف عادته صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يتوضأ لكل صلاة، ومسح عليه الصلاة والسلام على خفيه في الوضوء، فقال له عمر رضي الله عنه: لقد فعلت اليوم شيئًا لم تكن تفعله، وهو أداء كل الصلوات بوضوء واحد، فقال عليه الصلاة والسلام: فعلت ذلك عمدًا يا عمر، أي فعلت جمع الصلوات بوضوء واحد، متعمدًا لا ساهيًا؛ لبيان الجواز، لأنه لما كان وقوع غير المعتاد يحتمل أن يكون عن سهو، دفع ذلك الاحتمال ليعلم أنه جائز له ولغيره.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

يوم الفتح:
فتح مكة.
خفيه:
مثنى خف، والخُف ما صُنع من الجلد في الغالب، ويستخدم لستر القدم.

من فوائد الحديث

  1. بيان جواز المسح على الخف.
  2. جواز أداء الصلوات المفروضات والنوافل بوضوء واحد ما لم يحدث.
  3. في قول عمر رضي الله عنه: "لم تكن تصنعه" بيان صريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على الوضوء لكل صلاة؛ عملا بالأفضل، وأنه صلى الصلوات في ذلك اليوم بوضوء واحد؛ بيانًا للجواز.
  4. جواز سؤال المفضول الفاضل عن بعض أعماله التي في ظاهرها مخالفة للعادة؛ لأنها قد تكون عن نسيان، فيرجع عنها، وقد تكون تعمدًا لمعنى خفي على المفضول فيستفيده.
  5. فيه دليل على أن من يقدر أن يصلي صلوات كثيرة بوضوء واحد لا تكره صلاته، إلا أن يدافعه الأخبثان البول والغائط.
المراجع
  1. صحيح مسلم (1/ 232) (277)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (7/ 134).