عن البراء قال: مات رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تُحرَّم الخمر، فلما حرمت الخمر، قال رجال: كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر؟ فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات}.
[صحيح] - [رواه الترمذي]

الشرح

كان تحريم الخمر تدريجيًّا؛ لشدة تعلق العرب بها، وقد مات بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تحرم الخمر، فلما حُرمت قال بعض الصحابة: كيف بأصحابنا الذين ماتوا قبل تحريم الخمر وكانوا يشربونها، هل عليهم إثم من شربهم الخمر؟ فأنزل الله عز وجل: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} فبيّنت الآية أنه ليس عليهم إثم وحرج فيما شربوا من الخمر قبل تحريمها، بشرط أنهم كانوا مؤمنين عاملين بالأعمال الصالحة مستمرين عليها، ويدخل في الآية الطعام المحرم كذلك، فمن تاب بعد أن أكل ما يحرم أكله، فليس عليه شيء إذا اتصف بالإيمان والعمل الصالح.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

جناح:
إثم.
فيما طعموا:
من الخمر قبل تحريمها.

من فوائد الحديث

  1. يسر الشريعة في تدرجها وعفوها.
  2. اهتمام الصحابة بعضهم ببعض وسؤالهم عن حال أصحابهم الذين ماتوا.
  3. بيان سبب نزول الآية الشريفة.
  4. بيان السلامة من الإثم على الصحابة الذين ماتوا قبل تحريم الخمر؛ لأن فعلهم لم يكن محرَّمًا.
  5. من تاب وعمل صالحًا بعد أكل طعام محرم فلا إثم عليه.
المراجع
  1. سنن الترمذي (5/ 104) (3050، 3051).