عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1] قال: «أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا كان بموقع النجوم» ، فكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض، قال عز وجل: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} [الفرقان: 32].
[صحيح] - [رواه الحاكم]

الشرح

قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1] أن القرآن نزل في ليلة القدر جملةً واحدةً، أي كاملًا إلى السماء الدنيا، وكان بموقع النجوم أي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بحسب الوقائع والأحداث ونزل مفرقًا منجمًا، وكان الله ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض أي تنزل بعض السور كاملة طويلة أو قصيرة، وتنزل بعض السور مفرقةً، خمس آيات وعشر آيات، إثر بعض أي خلف بعض متتابعًا، وقرأ قوله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} [الفرقان: 32]، فاحتجاج الكفار بعدم نزول القرآن جملة واحدة كان الرد عليه أنه نزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ولكن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقًا تثبيتًا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أنه ينزل موافقًا للأحداث، فيكون في ذلك تسليةً له وتنشيطًا ورفعًا لهمته وإزاحةً للشبهات وتعليمًا له بحسب الحاجات.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

جملة واحدة:
كاملًا إلى السماء الدنيا.
بموقع النجوم:
ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بحسب الوقائع والأحداث.
في أثر بعض:
خلف بعض متتابعًا.

من فوائد الحديث

  1. تفسير سورة القدر بنزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
  2. في إنزال القرآن مفرقًا على النبي صلى الله عليه وسلم تثبيتٌ لقلبه وتسلية له.
  3. علم وفقه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
المراجع
  1. المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 578) (3958)، التنوير شرح الجامع الصغير (4/282).