عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

«لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: «قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يستجاب للعبد دعاؤه كله بشروطه، إلا في ثلاث حالات:
الأولى: الدعاء بإثم ومعصية؛ كأن يدعو بتيسير فِعْل الحرام.
الثانية : الدعاء بقطيعة الرحم؛ كأن يدعو على أولاده وأقاربه.
الثالثة: استبطاء الإجابة، فيقول: قد دعوت وقد دعوت، وتكرر مني الدعاء، فلم يستجب لي؛ فيسأم ويترك الدعاء فيكون كالمَانِّ بدعائه، أو أنه أتى من الدعاء ما يستحق به الإجابة فيصير كالمُبَخِّل للرب الكريم الذي لا تعجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء.

من فوائد الحديث

  1. الحث على الدعاء فإنه لُبُّ العبادة.
  2. من أسباب إجابة الدعاء المداومة على الدعاء والإلحاح فيه.
  3. من موانع إجابة الدعاء الاستعجال والضَّجَر وترك الدعاء، وكذلك الدعاء بإثم وقطيعة رحم.
  4. قال ابن بطال: وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء وهو أنه يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة لما في ذلك من الانقياد والاستسلام، وإظهار الافتقار حتى قال بعض السلف: لأنا أشد خشية أنْ أُحْرَم الدعاء مِن أنْ أُحرم الإجابة. قال الداودي: يخشى على من خالف وقال: قد دعوت فلم يستجب لي أن يُحرَم الإجابة، وما قام مقامها من الادخار والتكفير للسيئات.
  5. قال ابن الجوزي: اعلم أن دعاء المؤمن لا يُرَد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوّض بما هو أولى له عاجلًا أو آجلًا، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه، فإنه مُتعبَّد بالدعاء، كما هو متعبد بالتسليم والتفويض.

معاني بعض المفردات

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية البنغالية الفرنسية التركية الروسية البوسنية السنهالية الهندية الصينية الفارسية الفيتنامية تجالوج الكردية البرتغالية السواحيلية التاميلية
عرض الترجمات
المراجع
  1. صحيح البخاري (8/ 74) (6340).
  2. صحيح مسلم (4/ 2096) (2735).
  3. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي (2/ 589).
  4. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (2/ 1019).
  5. كنوز رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (17/ 541).
  6. شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (6/ 53).