عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

أَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الحَسَنَ، فَصَعِدَ بِهِ عَلَى المِنْبَرِ، فَقَالَ: «ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ».
[صحيح] - [رواه البخاري]

الشرح

خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ذات يوم ومعه سبطه وحفيده الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وهو غلام صغير، فصعد به على المنبر، والحسن إلى جنبه، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الناس مرة وإلى الحسن مرة، وأخبر أن حفيده الحسن سيد حليم كريم متجمل، يُصلح الله به بين جماعتين من المسلمين.

من فوائد الحديث

  1. قال ابن حجر: فيه منقبة للحسن بن علي؛ فإنه ترك الملك لا لقلة ولا لذلة ولا لعلة، بل لرغبته فيما عند الله لما رآه من حقن دماء المسلمين، فراعى أمر الدين ومصلحة الأمة.
  2. السيادة إنما يستحقها من انتفع به الناس؛ لأنه علق السيادة بالإصلاح بين الناس ونفعهم.
  3. في هذا الحديث علامة من علامات نبوته -صلى الله عليه وسلم- حيث أخبر فيه على ما يقوم به هذا السيد الكريم الحسن بن علي -رضي الله عنهما- من جمع كلمة المسلمين، والإِصلاح بينهم، ورفع النزاع بين الطائفتين بتنازله عن الخلافة لمعاوية.
  4. قال ابن حجر: الرد على الخوارج الذين كانوا يكفرون عليا ومن معه ومعاوية ومن معه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم للطائفتين بأنهم من المسلمين، ومن ثم كان سفيان بن عيينة يقول عقب هذا الحديث: قوله: "من المسلمين" يعجبنا جدا.
  5. اختار السلف ترك الكلام في الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم، مع اعتقاد أنهم أفضل الأمة، ومحبتهم والترضي عنهم، وعلى هذا تتابعت كلمة أهل السنة والجماعة، قال عمر بن عبدالعزيز: " تلك دماء كف الله يدي عنها ، وأنا أكره أن أغمس لساني فيها".

معاني بعض المفردات

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية الأيغورية البنغالية الفرنسية التركية الروسية البوسنية الهندية الصينية الفارسية تجالوج الكردية الهوسا البرتغالية
عرض الترجمات
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 204) (3629).
  2. كشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي (2/ 17).
  3. منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري، حمزة محمد قاسم (4/ 250).
  4. شرح صحيح البخاري، لابن بطال (8/ 97).