عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ، وَقَالَ: «إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ، وَالقُسْطُ البَحْرِيُّ» وَقَالَ: «لاَ تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالقُسْطِ».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن كسب الحجام يجوز أم لا؟ فقال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن حجمه هو أبو طَيْبة، وأعطاه عليه الصلاة والسلام صاعين من طعام، ولو كان حرامًا لم يعطه، وأخبر مواليه -وهم بنو حارثة- أن يخففوا عنه من خراجه، ففعلوا، وقال: إن أفضل ما تعالجتم به الحجامة والقسط البحري، وقال: لا تعذبوا أطفالكم بالعصر باليد من العذرة، وهي قرحة تخرج بين الأنف والحلق، وكانت المرأة تأخذ خرقة فتفتلها فتلا شديدًا وتدخلها في حلق الصبي، وتعصر عليه فينفجر منه دم أسود ربما أقرحته، فحذرهم صلى الله عليه وسلم من ذلك، وأرشدهم إلى استعمال ما فيه دواء ذلك من غير ألم، وهو استعمال القسط، فإنه دواء للعذرة لا مشقة فيه.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

القسط البحري:
عود يُطحن ويُتداوى به.
الغمز:
العَصْرُ والكَبْس باليد.
العذرة:
وجع يهيج في الحلق من الدم.

من فوائد الحديث

  1. بيان أن الحجامة والقسط البحري من أفضل الأدوية.
  2. جواز أخذ أجرة على الحجامة، وإن كانت النصوص الأخرى بيَّنت أنه رديء.
المراجع
  1. صحيح البخاري (7/ 125) (5696)، صحيح مسلم (3/ 1204) (1577)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (8/ 368)، النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 385) (2/ 123).