عن ابن بريدة أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فَضَالةَ بنِ عُبيد وهو بمصر، فقدم عليه، فقال: أَمَا إني لم آتك زائرًا، ولكني سمعتُ أنا وأنت حديثًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوتُ أن يكون عندك منه علم، قال: ما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فما لي أراكَ شعِثًا وأنتَ أميرُ الأرضِ؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثيرٍ من الإرفَاهِ، قال: فما لي لا أرى عليك حِذَاءً؟ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يأمرُنا أن نحتفيَ أحيانًا.
[صحيح] - [رواه أبو داود]

الشرح

رحل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى فَضَالةَ بنِ عُبيد وهو بمصر، فجاءه وقال له: إني لم آتي لزيارتك، ولكني سمعتُ أنا وأنت حديثًا من النبي صلى الله عليه وسلم تمنيت أن يكون عندك عنه علم، فسأله: ما هو؟ قال: كذا وكذا، قال الرجل للصحابي: مالي أراك متفرق الشعر وأنت أمير مصر؟ قال: إن النبي عليه الصلاة والسلام كان ينهانا عن الكثير من التنعم والترفه، فسأله: ومالي أراك لا تلبس حذاءً؟ قال: كان عليه الصلاة والسلام يأمرنا أن يمشي أحدنا حافي القدمين أحيانًا.

الترجمة:
عرض الترجمات

من فوائد الحديث

  1. الرحلة في طلب العلم وتحقيق ما أشكل من سماعه ممن عنده منه علم، وفي معناه الرحلة لقراءة الحديث على المشايخ وتصحيحه عليهم وضبطه منهم إذا وجدوا، وهذا من إحياء السنة النبوية.
  2. ترك التنعم والدعة ولين العيش والترفه في معيشته؛ لأنه من زي الأعاجم والمترفين في الدنيا.
  3. من السنة الاحتفاء وعدم لبس الحذاء بين الحين والآخر.
المراجع
  1. سنن أبي داود (6/ 237) (4160)، شرح سنن أبي داود لابن رسلان (16/ 478).