عن أنس أن جارًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‌فارسيًّا كان طيبَ المَرَق، فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاء يدعوه، فقال: «وهذه؟» لعائشة، فقال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا»، فعاد يدعوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وهذه؟»، قال: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا»، ثم عاد يدعوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وهذه؟»، قال: نعم في الثالثة، فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله.
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

كان للنبي صلى الله عليه وسلم جار من بلاد فارس، وكان مرقه وإدامه طيبًا، فصنع للنبي عليه الصلاة والسلام طعامًا، وأتاه ليدعوه للطعام، فقال عليه الصلاة والسلام: أتدعو هذه معي؟ يقصد عائشة رضي الله عنها، فقال الفارسي: لا أدعوها معك، بل الدعوة لك فقط، فقال عليه الصلاة والسلام: لا أجيبك لدعوتك إلا أن تدعوها معي، ثم رجع الفارسي مرة أخرى يدعوا النبي عليه الصلاة والسلام إلى الطعام، فقال مرة أخرى: أتدعو هذه معي؟ قال: لا، فقال: لا أجيبك لدعوتك، ثم رجع يدعوه مرة ثالثة، فقال مرة أخرى: أتدعو هذه معي؟ قال الفارسي: نعم أدعوها معك، قام النبي عليه الصلاة والسلام وعائشة يمشي كل واحد منهما إثر صاحبه، حتى وصلا إلى بيت الفارسي. وسبب عدم دعوة الفارسي لعائشة رضي الله عنها في المرتين الأوليين؛ لأن الطعام قليل فأراد توفيره على النبي عليه الصلاة والسلام، وسبب رفض النبي للدعوة بدون دعوة عائشة رضي الله عنها؛ لأن عائشة رضي الله عنها كان بها من الجوع مثل الذي كان بالنبي عليه الصلاة والسلام، فكره النبي أن يستأثر عليها بالأكل دونها، وهذا ما تقتضيه مكارم الأخلاق وهو من جميل المعاشرة.

الترجمة:
عرض الترجمات

من فوائد الحديث

  1. دليل على جواز تطييب الأطعمة، والاعتناء بها.
  2. دليل على أنه لا تجب إجابة الدعوة في مثل ذلك؛ فيكون من
  3. مسقطات وجوب إجابة الدعوة.
المراجع
  1. صحيح مسلم (3/ 1609) (2037)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (34/ 244).