عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ، وَيَقُولُ: «غَارَتْ أُمُّكُمْ»، ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ.
[صحيح] - [رواه البخاري]

الشرح

كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه، وهي عائشة رضي الله عنها، كما في روايةٍ أخرى، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين، هي زينب بنت جحش أو صفية رضي الله عنهما، بإناء فيه طعام مع خادم، فضربت عائشة يد الخادم، فسقط الإناء فانشق، فجمع النبي عليه الصلاة والسلام قِطع الإناء المكسور، ثم أصبح يجمع فيها الطعام الذي كان في الإناء، ويقول للحاضرين عنده: (غارتْ ‌أمُّكم) أي عائشة رضي الله عنها، ثم منع الخادم عن الذهاب لصاحبة الإناء حتى جاء بإناء من عند عائشة، فأعطى الإناء السالم إلى من كُسر إناءها، وترك الإناء المكسور في بيت من كسرته.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

صحفة:
إناء يشبع الخمسة.

من فوائد الحديث

  1. إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيرى بما يصدر منها؛ لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوبًا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة.
  2. إتلاف مال الآخرين لا يسقط بالعذر، كالجنون والصغر والغفلة ونحو ذلك، فعليه ضمان ما أتلفه.
  3. الضمان بالمثل، ولا ينتقل للقيمة إلا إذا تعذر المثل.
المراجع
  1. صحيح البخاري (7/ 36) (5225)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (8/ 111)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (4/ 1384).