عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسرَعُكُنَّ لِحاقًا بي أطولُكُنَّ يدًا» قالت: فكن يتطاولْنَ أيَّتُهن أطولُ يدًا، قالت: فكانت أطولَنا يدًا زينبُ، لأنها كانت تعمل بيدها وتَصَدَّقُ. متفق عليه، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري: فكانت سودة أطولهن يدًا، فعلمنا بعدُ أنما كانت طولَ يدِها الصدقةُ، وكانت أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأسرع موتًا ولحاقًا به من أمهات المؤمنين هي الأطول يدًا منهن، وقصد النبي عليه الصلاة والسلام الأكثر عطاءً، فكن يَقِسْنَ أيدي بعضهن ببعض؛ لأنهن حملن الطول على أصله وحقيقته، ولم يكن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وإنما كان مقصوده طول اليد بإعطاء الصدقات، وفعل المعروف، وتبيّن ذلك، فلما كانت زينب أكثر أزواجه فعلًا للمعروف، والصدقات كانت أولهن موتًا، فظهر صدقه وصح قوله صلى الله عليه وسلم. فكانت زينب بنت جحش رضي الله عنها تعمل بيديها عمل النساء من الغزل والنسيج، وغير ذلك مما جرت عادة النساء بعمله والكسب به، وكانت تتصدق بذلك، وتصل به ذوي رحمها، وتوفيت سنة عشرين في عهد عمر رضي الله عنه. وفي رواية أخرى أن سودة بنت زَمْعة كانت هي الأطول يدًا، وأن المقصود بطول يدها الصدقة، وليس الطول الحقيقي، وكانت أسرع لحوقًا بالنبي إذ كانت تحب الصدقة، وقيل إنها توفيت في عهد عمر أيضًا، ولكن المشهور أنها توفيت سنة خمسة وخمسين، والرواية الأولى أصح.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

لحاقًا بي:
موتًا بعدي.
أطولكن يدًا:
أمدكن يدًا بالعطاء.
يتطاولن:
ينظرن أيتهن أطول يدًا في المقاس الظاهر.

من فوائد الحديث

  1. فضل زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة رضي الله عنها.
  2. فضل الصدقة.
  3. فيه علمٌ من أعلام النبوة، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأول من يموت من أزواجه رضي الله عنهن بعده، فكان كما قال.
  4. جواز إطلاق اللفظ المشترك بين معنيين، مع إرادة المعنى البعيد.
المراجع
  1. صحيح البخاري (2/ 110) (1420)، صحيح مسلم (4/ 1907) (2452)، النهاية في غريب الحديث والأثر (571)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 325) (6/ 360)، فتح الباري لابن حجر (3/ 287)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (39/ 220).