عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبِع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البُرِّ ثلاث ليال تِبَاعًا حتى قبض.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أفادت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يديم الشبع، ولا الترفه في العيش، لا هو ولا آل بيته صلى الله عليه وسلم، فقد أخبرت رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته لم يشبعوا منذ قدموا إلى المدينة من أكل البُرِّ ثلاث ليالٍ متتابعات بأيامها حتى توفي، فيدل على استمراره على تلك الحال مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهي عشر سنين بما فيها من أيام أسفاره، في الغزو والحج والعمرة. وكانوا يأكلون ما خشن من المأكل، متقلِّلين منه أيضًا، معرضين عن متاع الدنيا وزينتها، مؤثرين ما يبقى على ما يفنى، ثم لم يزل كذلك حالهم مع إقبال الدنيا عليهم واجتماعها بحذافيرها لديهم، إلى أن وصلوا إلى ما طلبوا، وظفروا بما فيه رغبوا، وكان صلى الله عليه وسلم يختار ذلك مع إمكان حصول التوسع والتبسط في الدنيا له؛ تكملًا لأجره ورفعة منزلته في الآخرة.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

ثلاث ليال تباعًا:
متتابعات.
حتى قبض:
حتى توفي صلى الله عليه وسلم.

من فوائد الحديث

  1. بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأهله من قلة المعيشة، فإن العيش عيش الآخرة.
  2. بيان ما كان عليه أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الصبر على خشونة العيش؛ لأن مقصودهم التخفف من تبعات الدنيا، حتى يصلوا إلى الآخرة، فيدخلوا الجنة قبل غيرهم ممن شغلتهم الدنيا،لاويُكمَّل أجرهم فيها.
المراجع
  1. صحيح البخاري (7/ 75) (5416)، صحيح مسلم (4/ 2282) (2970)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (7/ 129)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (45/ 129).