عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثُمائة نُصُبٍ، فجعل يَطعُنُها بِعُودٍ في يده، ويقول: «جاء الحق وزهق الباطل، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

في غزوة الفتح، والتي كانت في رمضان سنة ثمان، دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، وقيل: إنها كانت بهذا العدد؛ لأن المشركين في الجاهلية كانوا يعظِّمون في كل يومٍ صنمًا، ويخصون بعضها بيومين، وهي أحجار كانوا ينصبونها في الجاهلية ويعبدونها ويذبحون عليها فتحمر بالدم، فجعل عليه الصلاة والسلام يطعن الأصنام بِعُودٍ في يده، وهذا فيه إذلال للأصنام وعابديها وإظهار أنها لا تضر ولا تنفع ولا تدفع عن أنفسها، وكان قوله عليه الصلاة والسلام وهو يطعنها أتى الحق، وهو الإسلام، وهلك وزال الباطل، وجاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد. وفي بعض الروايات أن الأصنام كان تسقط بإشارة النبي صلى اللهعليه وسلم إليها، معجزةً له عليه الصلاة والسلام.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

نصب:
حجارة كانوا ينصبونها في الجاهلية، ويتخذونها أصناما فيعبدونها.
بعود:
بعصا.
زهق:
اضمحل وزال.

من فوائد الحديث

  1. وجوب كسر الأصنام والتماثيل إذا كان السلطة لأهل الإسلام.
  2. جواز كسر آلات الباطل وما لا يصلح إلا في المعصية حتى تزول هيئتها، وكل ما لا معنى لها إلا التلهي بها عن ذكر الله تعالى، والشغل بها عما يحبه الله إلى ما يسخطه، فيجب أن يغير عن هيئته المكروهة إلى خلافها من الهيئات التي يزول معها المعنى المكروه.
  3. في معنى الأصنام القبور المتخذة من المدر والخشب وشبههما، ولا يجوز بيع شيء منها، إلا الأصنام التي تكون من الذهب والفضة والحديد والرصاص إذا غيرت مما هي عليه وصارت نقرًا أو قطعًا فيجوز بيعها والشراء بها.
المراجع
  1. صحيح البخاري (5/ 148) (4287)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (3/ 633)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (4/ 278)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (13/ 32)، النهاية في غريب الحديث والأثر (918)، أخبار مكة للأزرقي (1/ 121).