عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أَنْفَقَتِ المرأة من طعام بيتها غيرَ مُفْسِدَةٍ كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئًا».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

بيّن النبي صلى الله عليه وسلم حكم أن تتصدق المرأة من بيتها، مما يُحضِره زوجها للبيت، فأخبر أن المرأة إذا تصدقت من طعام البيت وعلمت أن الزوج لا يمنع من ذلك، حال كونها غير مفسدة له بعدم تجاوز العادة، وعدم التعدي إلى الكثرة المؤدية إلى النقص الظاهر ففعلها صحيح، وقيِّد بالطعام لأن الزوج يسمح به عادةً، بخلاف الدراهم والدنانير فإن إنفاقها منها بغير إذنه لا يجوز، فلو اضطربت العادة أو شكَّت في رضاه أو كان شحيحًا يشح بذلك وعلمت ذلك من حاله حرم عليها التصدق من ماله إلا بصريح إذنه، فإذا فعلت ذلك كان لها أجرها بسبب إنفاقها غيرَ مُفسِدة، وكان لزوجها أجر بسبب كسبه وتحصيله، وللشخص الذي يكون بيده حفظ الطعام المتصدق منه، كالخادم، مثل أجرها، لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئًا. والمعنى أن المشارك في الطاعة مشارك في أجرها، ومعنى المشارك أن له أجرًا كما لصاحبه أجر، وليس معناه أن يزاحمه في أجره.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

غير مفسدة:
غير ملحقة بالمال ضررًا.
بما كسب:
بما سعى في تحصيل المال.
الخازن:
وهو من يتولى حفظ الطعام.

من فوائد الحديث

  1. بيان جواز صدقة المرأة من بيت زوجها، وهذا محمول على ما إذا أذن لها الزوج، إما صريحا، أو دلالة.
  2. ترغيب المرأة في التصدق من طعام بيتها؛ إذا لم يمانع الزوج أو بما جرى به العرف.
  3. ترغيب الخادم في التصدق من مال سيده إذا أذن له، أو بما جرى به العرف أيضًا.
  4. حث الرجل على أن يسمح لأهل بيته بالتصدق على الفقراء والمساكين، لأن له بذلك الأجر والثواب.
  5. المشارك في فعل الطاعة مشارك في الأجر.
المراجع
  1. صحيح البخاري (2/ 112) (1425)، صحيح مسلم (2/ 710) (1024)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (19/ 489)، فتح الباري لابن حجر (9/ 297)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (3/ 29).