عن خَبَّاب قال: كنتُ رجلًا قَيْنًا، وكان لي على العاص بن وائل دينٌ، فأتيته أتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. قال: قلت: لن أكفر به حتى تموت، ثم تبعث. قال: وإني لمبعوث من بعد الموت، فسوف أقضيك إذا رجعتُ إلى مال وولد، قال: فنزلت: {أفرأيتَ الذي كفر بآياتنا وقال لأُوتَيَنَّ مالًا وولدًا أطلع الغيبَ أم اتَّخذ عند الرحمن عهدًا، كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدًّا ونرثه ما يقول ويأتينا فردًا}.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبر خَبَّاب رضي الله عنه أنه كان يعمل حدّادًا في الجاهلية، وكان له عند العاص بن وائل دين، فذهب لطلب حقه منه؛ أجرةَ عملِ السيف، فقال له العاص: لا أعطيك دراهمك حتى تكفر بمحمد، فقال خَبَّاب: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث، فكأنه قال: لا أكفر أبدًا، فخاطبه منبهًا له على اعتقاده الباطل أنه لا يبعث، فرد عليه العاص: وهل سأبعث بعد الموت؟ فسوف أعطيك حقك بعد أن أبعث، إذا رجعت إلى مال وولد، فنزلت الآية وفيها وعيد شديد له بالعذاب وتوبيخ على ما قاله من الاستهزاء بالبعث.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

قَيْنًا:
حدادًا صائغًا.
أتقاضاه:
أطلب منه أجرتي على عملي.
لا أقضيك:
لا أعطيك ما تطلبه من الدراهم.

من فوائد الحديث

  1. بيان سبب نزول الآية.
  2. جواز مؤاجرة الرجل نفسه من مشرك، في عملٍ لا امتهان للمسلم فيه.
  3. كفر من أنكر البعث.
المراجع
  1. صحيح البخاري (6/ 94) (4735)، صحيح مسلم (4/ 2153) (2795)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (4/ 136) (4/ 240)، النهاية في غريب الحديث و الأثر (ص 783).