عن ابن عباس رضي الله عنهما: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} -وفي رواية مسلم: {السّلَم لست مؤمنًا} [النساء: 94]- قال: "كان رجل في غُنَيمة له فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غُنَيمته، فأنزل الله في ذلك إلى قوله: {تبتغون عرض الحياة الدنيا} [النساء: 94] تلك الغُنَيمة" قال: قرأ ابن عباس: {السلام}.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

روى ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} هذه قراءة ابن عباس وجماعة من القراء؛ السلام بألف، يعنون به التحية، وقرأه جماعة أخرى السلم بغير ألف يعنون بذلك الصلح، فقال: كان رجل يسوق غنمًا له، فتتبَّعه المسلمون، فسلم عليهم الرجل، فظنُّوا أنه كافرٌ يريد أن يخدعهم بالسلام، فقتلوه وأخذوا غنمه القليل، فأنزل الله في ذلك الآية إلى قوله: {تبتغون عرض الحياة الدنيا} وفسّر ابن عباس أن عرض الحياة الدنيا هي تلك الغنيمة، فتبين أن الواجب معاملة الناس بالظاهر، وعدم الدخول في النوايا والمقاصد، فهي بينه وبين الله تعالى، وإنما تُبلى السرائر يوم الدين.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

غُنيمة:
تصغير غنم، و المراد أنه كان معه قطيع صغير من الغنم.
تبتغون:
تريدون.

من فوائد الحديث

  1. بيان سبب نزول الآية الكريمة.
  2. ذم الحرص على الدنيا؛ لأن هؤلاء لم يقتلوا هذا الرجل إلا ليأخذوا غنيمته.
  3. في الآية الكريمة دليل على أن من أظهر شيئًا من علامات الإسلام لم يحل دمه حتى يختبر أمره؛ لأن السلام تحية المسلمين، وكانت تحيتهم في الجاهلية بخلاف ذلك، فكانت هذه علامة.
  4. وجوب الاكتفاء بالظاهر في الحكم على الناس.
  5. تفسير قوله تعالى: {تبتغون عرض الحياة الدنيا} بالغنيمة.
  6. بيان القراءات في الآية.
المراجع
  1. صحيح البخاري (6/ 47) (4591)، صحيح مسلم (4/ 2319) (3025)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (7/ 337)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (45/ 421).