عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا عَلَيْكُمْ أَلَّا تَعْجَبُوا بِأَحَدٍ، حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَ يُخْتَمُ لَهُ، فَإِنَّ الْعَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانًا مِنْ عُمْرِهِ، أَوْ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ، بِعَمَلٍ صَالِحٍ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا سَيِّئًا، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ سَيِّئٍ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّارَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ "يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ".
[صحيح] - [رواه أحمد]

الشرح

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له، أي لا تغتروا وتعجبوا بأعمال أحد حتى تروا وتنظروا خاتمته عند موته، هل هي حسنة أم لا، وبيّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فإن العامل يعمل زمانًا من عمره أي مدة من عمره أو برهة من الدهر أو زمنًا من الدهر، بعمل صالح لو مات عليه لدخل الجنة، أي لو مات وهو يعمل هذا العمل الصالح لدخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملًا سيئًا، أي بعد أن كان يعمل عملًا صالحًا يتغير وينقلب فيعمل أعمالًا سيئة، وذكر عليه الصلاة والسلام العكس والنقيض من ذلك فقال: وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيِّئ أي يعمل زمنًا من الدهر يعمل أعمالًا سيئة، لو مات عليه دخل النار بسبب عمله السيئ لو مات وهو يفعله، ثم يتحول فيعمل عملًا صالحًا، أي يتغير وينقلب من عمله السيئ ويعمل عملًا صالحا وجيدا، فلذلك كانت العبرة أن ننظر في ختام عمله هل عمل عملًا صالحا في آخر عمره وكانت خاتمته حسنة؟ حينها يرجى به خيرًا ويُعجب بعمله، أو كانت خاتمته سيئة وعمل أعمالًا سيئة قبل موته؟ فلا يُعجب بعمله، وإذا أراد الله بعبدٍ خيرًا، أي: إذا أراد وكتب وقدر له الخير استعمله قبل موته، قالوا: يا رسول الله وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه، أي يجعله يعمل أعمالًا صالحة وحسنة ثم يتوفاه ويقبضه وهو يعملها، فتكون خاتمته حسنة ويدخله الجنة.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

لا عليكم ألا تعجبوا بأحد:
لا تغتروا وتعجبوا بأعمال أحد.
برهة من دهره:
زمنًا من العمر.

من فوائد الحديث

  1. الأعمال بالخواتيم.
  2. عدم الاغترار بالعمل وسؤال الله الثبات عليه.
  3. كل عمل صالح يفعله العبد فهو من توفيق الله له.
  4. قلوب العباد بيد الله يصرفها كيف يشاء سبحانه.
  5. سؤال الله حسن الخاتمة.
المراجع
  1. مسند أحمد (19/ 246) (12214)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/3310)، التنوير شرح الجامع الصغير (1/523).