حديث: من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«مَنْ شهدَ الْجَنَازَةَ حتى يصلَّى عليها فله قِيرَاطٌ، ومن شهدها حتى تُدفن فله قِيرَاطان، قيل: وما القِيرَاطَانِ؟ قال: مثل الجبلين العظيمين». ولمسلم: «أصغرهما مثل أُحُدٍ».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

بشر النبي صلى الله عليه وسلم من شهد الجنازة حتى يصلى عليها بأن له قيراط مقدار عظيم من الأجر، ومن شهدها حتى يفرغ من الدفن فله قيراطان؛ قيراط بالصلاة وآخر بشهود الجنازة. قيل: وما القيراطان؟ قال صلى الله عليه وسلم: مثل الجبلين العظيمين، أصغرهما مثل جبل في المدينة يسمى: جبل أحد.

من فوائد الحديث

1. الحث على الصلاة على الجنازة، واتباعها ومصاحبتها حتى تدفن.
2. أن في الصلاة على الميت وتشييع جنازته إحساناً إلى الميت وإلى المصلي والمشيع.
3. التنبيه على تكريم الله للمسلم في تكثيره الثواب لمن يتولى أمره بعد موته.
4. أن مقدار الثواب على قدر الأعمال التي يقوم بها العبد، فقد جعل للمصلي قيراطاً، وللمصلي والمشيِّع، قيراطين.
5. هل يحصل القيراط بالصلاة على الجنازة فقط؟ قال ابن حجر: لم يبين في هذه الرواية ابتداء الحضور! وفي رواية عند مسلم: "من خرج مع جنازة من بيتها". ولأحمد: "فمشى معها من أهلها". ومقتضاه أن القيراط يختص بمن حضر من أول الأمر إلى انقضاء الصلاة، وبذلك صرح المحب الطبري وغيره. والذي يظهر لي أن القيراط يحصل أيضا لمن صلى فقط، لأن كل ما قبل الصلاة وسيلة إليها، لكن يكون قيراط من صلى فقط دون قيراط من شيع مثلا وصلى. ورواية مسلم بلفظ: "أصغرهما مثل أحد". يدل على أن القراريط تتفاوت.
6. هذا الفضل يحصل لمن اتبع الجنازة إيمانًا واحتسابًا؛ لأن ترتب ثواب (القيراط) على العمل يستدعي سبق النية فيه، فيخرج من فعل ذلك على سبيل المكافأة المجردة، أو على سبيل المحاباة.

معاني بعض المفردات

المراجع

1. صحيح البخاري.
2. صحيح مسلم.
3. تيسير العلام، للبسام (ص293).
4. تنبيه الأفهام، للعثيمين (2/ 381).