عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمانٌ يغزو فئامٌ من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيُفتَح لهم، ثم يغزو فئامٌ من الناس، فيقال لهم: فيكم مَن رأى مَن صَحِبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيُفتَح لهم، ثم يغزو فئامٌ من الناس، فيقال لهم: هل فيكم مَن رأى مَن صَحِبَ مَن صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم فيفتح لهم".
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

قال النبي صلى الله عليه وسلم: يجيء على الناس وقتٌ يسير فيه جماعة من الناس لقتال الأعداء، فيقول بعضهم لبعض: هل فيكم مَن رأى النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل شارك في هذا الغزو أحدٌ من الصحابة؟ فيجيب بعضهم: نعم، معنا من رأى النبي عليه الصلاة والسلام، فيَفتح الله تعالى لهم بلدَ العدوِّ بسبب ذلك الصحابي، وبركة رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم في عهدٍ آخرَ يسير جماعةٌ من الناس لقتال الأعداء، فيسأل بعضهم: هل فيكم من رأى من صحب النبي عليه الصلاة والسلام؟ هل فيكم تابعي؟ فيجيبون: نعم، فيفتح الله تعالى لهم بلد العدو، ببركة ذلك التابعي الرائي للصحابي، ثم بعد زمان يسير جماعة من الناس لقتال الأعداء، فيسأل بعضهم: هل فيكم من رأى من صحب أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام؟ وهو تابع التابعي، فيقولون: نعم، فيفتح الله تعالى لهم بلد العدو، بسبب بركة تابعي التابعي.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

فئام:
جماعة.

من فوائد الحديث

  1. البركة تكون من الله، وقد دلت النصوص على بركة النبي صلى الله عليه وسلم، بركة ذاته وبركة دعوته وبركة لقائه والإيمان به، فبركة أصحابه ببركة صحبته، كما في هذا الحديث.
  2. بركة التابعين، وتابعيهم بسبب مصاحبتهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وصحبة من صاحبهم.
  3. الدليل الواضح على صحة نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ أخبر عن غيب وقع على نحو ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
  4. مشروعية الاستعانة بالصالحين في الحرب.
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 37) (2897)، صحيح مسلم (4/ 1962) (2532)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (40/ 82)، فتح الباري لابن حجر (1/ 169).